خبير يقترح خيارين لمواجهة تداعيات كورونا على الاقتصاد المغربي

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

20 مارس 2020 - 06:00
الخط :

في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعي والصحية التي يجتازها المغرب جراء وباء كورونا المستجد، كما باقي دول العالم، يدق خبراء ناقوص الخطر، الذي يهدد المنظومة الاقتصادية والاجتماعي والصحية بالكامل.
واعتبر الخبير الاقتصادي، عمر الكتاني، أنه بسبب وباء كورونا، "لأول مرة ستكون الدولة مضطرة للصوم"، بعدما كان المواطنون المغاربة ولاسيما الفقراء منهم، هم من يصومون ويتقشفون أمام غلاء المعيشة.
وأوضح الكتاني، في تصريح "للجريدة24" أنه بسبب هذا الوباء ستضطر الدولة لنهج سياسة التقشف كرها، بعدما رفضت أن تقوم بذلك طوعا.
ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن الحل الذي يمكن أن تلجأ إليه الدولة، هناك خياران. يتمثل الخيار الأول حسب المتحدث في نهج النموذج الاسكندنافي، والثاني يتمثل في اتباع النموذج الاسلامي في الاقتصاد والمجتمع.
وأوضح الكتاني أن النموذج الاسكندنافي يتمثل في أن الدولة تأخذ نصف اجرة جميع السكان العاملين، مقابل أن تضمن لهم جميع التحملات الاجتماعية من تقاعد وتطبيب وغيرها من التحملات الاجتماعية مجانا، وبذلك لا يكون المواطن في حاجة لتوفير المال لضمان معيشته، بل تتكلف به الدولة.

أما النموذج الثاثي وهو النموذج الاسلامي، الذي يعتمد على نظام اجتماعي يمول المجتمع المدني، ويكون بعيدا عن التدخل السياسي والحزبي.
وأوضح الكتاني أنه في النظام الاسلامي يعمل المجتمع المدني، بالمفهوم الحالي، والأوقاف بالمفهوم القديم، على تأمين الاقتصاد التكافلي أو إقرار صندوق التضامن ثم الزكاة والوقف، وهو ما سيساعد على خلق قطاع ثالث مستقل، على أن تنحصر مهمة الدولة تجاه هذا القطاع في التخطيط والمراقبة ولا تتدخل فيه.

واشترط الخبير الاقتصادي أنه لنجاح هذا الخيار، خيار الاقتصاد الاجتماعي الاسلامي، أن الذين يتكلفون بتدبيره أن لا يهتمون بالسياسة حتى لا يتم استغلال القطاع سياسيا، وحتى لا تتدخل الدولة بداعي استغلال القطاع لاغراض انتخابوية.
وشدد الكتاني على أنه لا يمكن أن نبني القطاع الاجتماعي إذا كانت قيم التضامن في المجتمع ضعيفة أو مفقودة.

وأضاف المتحدث أنه إذا لم يتم اللجوء للخيارين المذكورين، لمواجهة مختلف الازمات الاقتصادية والاجتماعية والصحية، التي تضرب العالم بين الحين والآخر، فإن الدولة ستبقى رهينة للنموذج الغربي الذي أبان أنه نموذج فشل قطاعه الاجتماعي في اوربا من معالجة مختلف الكوارث التي واجهته.

آخر الأخبار