عضو مجلس علمي: مخالفة إجراءات الحجر الصحي معصية لله ولرسوله

قال الحسن سكنفل، رئیس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخیرات تمارة، إن الشرع الحنیف یلزم المؤمنین بالالتزام بما قرره ولي أمرھم، ولا یجوز لھم بأي حال وتحت أي ظرف الخروج علیھ ومخالفتھ لأنه متعلق بالجماعة المؤمنة، فما تقرر لصالح الجماعة لا یجوز مخالفته لأن في ذلك ضررا بالغا بالجماعة، والضرر یزال كما قرر العلماء.
وھذا الالتزام بما قرره ولي الأمر امتثال لقول الله تعالى: (أطیعوا الله وأطیعوا الرسول وأولي الأمر منكم) [سورة النساء آیة 58 ، [وھو امتثال أیضا لتوجیھ النبي صلى الله علیھ وسلم كما جاء في حدیث العرباض بن ساریة رضي الله عنھ: "علیكم بتقوى الله والسمع والطاعة، فإنه من یعش منكم فسیرى اختلافا كثیرا، فعلیكم بسنتي وسنة الخلاف الراشدین المھدیین من بعدي، عضو علیھ بالنواجد"
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَاَلتِّرْمِذِيُّ.
ومن سنة الخلفاء الراشدین التي خلدھا التاریخ، ما قرره أمیر المؤمنین عمر بن الخطاب رضي الله عنھ سنة 18 ھجریة من حجر صحي على منطقة عمواس بالشام حین أصابھا وباء الطاعون الذي أودى بحیاة أكثر من 25 ألف من المسلمین كما تقول الروایات، فمنع الموجودین في البلد من الخروج منھ، ومنع غیرھم من الدخول إلیھا قائلا: "نفر من قدر الله إلى قدر الله".
واعتبر السكنفل أن عدم الالتزام بالإجراءات التي اتخذتھا الدولة بمنع التجمھر والخروج لغیر حاجة أو عمل یعتبر معصیة لله ولرسولھ لأنھ "عصیان لولي أمرنا أمیر المؤمنین الحامي لحمى الملة والدین ملك البلاد الراعي لأمر المواطنات والمواطنین"، وللحكومة
التي تسھر على تدبیر شؤون المواطنات والموطنین جمیعا.
وأضاف المتحدث "الغریب أن أصحاب ھذه الدعوة ھم الذین كانوا یقولون ویرددون في كل وقت وحین إن الدعاء جماعة دبر الصلوات الخمس والجمعة بدعة وإن قراءة الحزب الراتب بدعة، وإن القنوت في صلاة الصبح بدعة، وإن الذكر جماعة بدعة، وإن تشییع الجنازة بالذكر بدعة، وإن قراءة القرآن على المیت في قبره أو عند دفنھ بدعة، وھذه أمور سنھا علماؤنا من سلفنا الصالح في بلدنا ھذا لیربوا الناس على ذكر الله وتلاوة القرآن والدعاء، فكیف یستقیم ھذا
السلوك الصادر من ھؤلاء وھم ینكرون الدعاء جماعة؟ وكیف نفھم ھذا السلوك إلا أن یكون دعوة لمخالفة الجماعة والخروج على الإمام. وھذه لعمري دعوة نسل ذي الخویصرة من الخوارج الذین فتنوا المؤمنین والمؤمنات وكانوا سببا في الفرقة والفتنة، والفتنة
نائمة لعن الله موقظھا".
كما أكد أنه "في ظل ھذه الظروف الصعبة التي يمر بھا المغرب فإن الدعاء والصلاة وقراءة القرآن یمكن أن نقوم بھا في بیوتنا ویمكننا أن نتفق جماعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونحن في بیوتنا، فیحفز بعضنا بعضا على الالتجاء إلى الله بكل وسائل اللجوء إلیھ، صلاة وذكرا وتلاوة للقرآن وإخراج السلك بأن نقرأ في بیوتنا أجزاء من كتاب الله تعالى ونختمھ كل لیلة رجاء أن یرفع الله ھذا البلاء عنا وعن المسلمین وعن الإنسانیة جمعاء، مع
استحضار قلبي خاشع متبتل منیب أواه أن الله معنا بحفظھ
ورعایتھ، كما قال رسول الله علیھ وسلم لأبي بكر الصدیق وھما في الغار: (لا تحزن إلا الله معنا) [سورة التوبة آیة 40 ، [فھو الذي أنزل تعالى: (ألا لھ الخلق والأمر) [سورة الأعراف آیة 53 .[الداء وھو الذي ینزل الدواء، وھو الذي بیده مقالید كل شيء.
ودعا إلى الالتزام الكامل بما قررتھ الجھات المختصة في مجال الصحة وفي مجال تدبیر الحالة في بلدنا ومن ذلك الالتزام الدقیق بالحجر الصحي حفاظا على صحة المواطنات والمواطنین وحیاتھم.
وختم السكنفل قائلا "صلوا في رحالكم وتوجھوا بصدق إلى ربكم فإنھ عز وجل القائل:
(سیجعل الله بعد عسر یسرا) [سورة الطلاق آیة 7 ،[وھو القائل سبحانھ: (إن مع العسر یسرا) [سورة الشرح آیة 6.[واحفظوا عني ما قالھ سیدي امحمد بن ناصر الدرعي في قصیدتھ المعروفة بالدعاء الناصري التي كانت تقرأ جماعة في مساجدنا
وزوایانا وفي مدارسنا العتیقة وفي بیوتنا في الجبال والسھول وفي
المدن والقرى تقربا إلى الله تعالى وطلبا لفرجھ:
یا رب واجعل بلادنا بلاد الدیــــــن +++ وراحة المحتاج والمسكیــــــــــــــن
واجعل لھا بین البلاد صولـــــــــــة +++ وحرمة ومنعة ودولـــــــــــــــــــــة
واجعل من السر المصون عزھـــــا +++ واجعل من الستر الجمیل حرزھـــا
واجعل بصاد وبقاف وبنــــــــــــون +++ ألف حجاب من ورائھا یكــــــــــون