زاكورة: دوار بجماعة أفلاندرا تحت الحجر الصحي بعد تسجيل أول إصابة

أمينة المستاري
تتم منذ يوم أمس عملية تعقيم شاملة بمختلف دواوير جماعة أفلاندرا بإقليم زاكورة، بعد تسجيل أول حالة إصابة بوباء كورونا، بدوار إنساي، والحالة الخامسة بالجهة حينها، قبل أن تنضاف إليها الحالات الثلاث الأخيرة.
فقد وجدت ساكنة الدوار نفسها، بين عشية وضحاها معزولة، ودخلت كل الأسر الحجر الصحي، بعد أن كانت الأزقة لا تخلو والجلسات الجماعية لا تنفض.
واقع يأتي عقب إصابة مهاجر بالديار الفرنسة بفيروس كورونا، لينتشر الخبر كالنار في الهشيم ويفرض على الحي عزلة صحية، حيث تقوم عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة وأعوان السلطة بتطويق الدوار للحيلولة دون انتشار الوباء في باقي الدواوير، كما أقامت القوات الأمنية حواجز لمنع التنقل إلى الجماعات المجاورة كجماعة مزكيطة، تنسيقت، ومركز أكدز وتشديد الإجراءات الأمنية وذلك إلى حين مرور الفترة المحدد في 15 يوم، مع السماح للباعة وأصحاب الحوانيت بالخروح من أجل جلب التموين للساكنة.
المهاجر الذي قدم منذ حوالي أسبوعين، التقى بالجيران والأصدقاء ببيته وبأماكن متفرقة، قبل أن تظهر عليه أثار المرض، وتوجه إلى عيادة خاصة للطب العام بمركز أكدز، وبعد فحصه اتصل الطبيب بالسلطات التي تدخلت وفرضت طوقا أمنيا على الزقاق الذي تتواجد به العيادة، ونقلت المهاجر إلى المستشفى الإقليمي بزاكورة، فيما أخضعت الطبيب وطاقم العيادة إضافة إلى المرضى حجر صحي بما فيهم نساء، وتم نقلهم إلى أحد الفنادق، وبعد إخضاع المهاجر للتحاليل أثبت إصابته فعلا بالفيروس.
صدمة قوية أصيب بها الجميع، وعقدت السلطات المحلية على مستوى دائرة أكدز، اجتماعا لاتخاذ التدابير لتطويق الدوار ومنع انتشار الوباء.
وفي اليوم الموالي استيقظ السكان على صوت "البراح" من المكبر الصوتي لصومعة المسجد، يتردد صداه في أرجاء الدوار ويصل إلى الدواوير المجاورة التي وقفت مشدوهة، ليعلن البراح إصابة المشتبه في إصابته بداء كورونا، وطالب من كل المخالطين له الاتصال بالجهات الصحية من أجل إجراء التحاليل.
وشدد "البراح" على ضرورة تنفيذ تعليمات "المخزن" بالامتناع عن الخروج وضرورة مكوث الجميع بمنازلهم، وحذرهم من التواجد خارج بيوتهم
حالة من التوتر والتوجس الغير مسبوقين عاشها سكان المنطقة منذ الإعلان بالإصابة، طيلة الأيام الأربع الأخيرة، بل وخارج الجماعة سواء بالمغرب أو خارجه، ولم يخفف من هذا التوتر سوى الإعلان عن نتائج التحاليل "السلبية" لأربع حالات من المخالطين للمصاب منها حالتين من أفراد أسرته من المقربين، وامرأتان كانتا متواجدتان في العيادة.