هل ستختفي الحركات الجماهيرية بعد زمن كورونا؟

الكاتب : الجريدة24

10 أبريل 2020 - 04:00
الخط :

فاس: رضا حمد الله

كيف سيكون مستقبل الحركات الجماهيرية ما بعد زمن كورونا وأثناءه؟. هل ستعود التجمعات إلى سابق عهدها في الملاعب والمسارح وقاعات السينما والمهرجانات ومختلف الفضاءات الحاضنة للأنشطة وكأشكال احتجاجية في الشوارع؟. وهل تلجأ الدول إلى إجراءات للتقليص منها ما أمكن؟.

أسئلة مشروعة تنتظر إجابة، وقد يكون الجواب في متناول الجميع، خاصة بعد ثبوت تسبب التجمعات في انتشار سريع للوباء كما وقع في عدة دول موبوءة، وطالما أن خارطة طريق السلامة والنجاة، تبدأ من تحاشي الأماكن المكتظة والاختلاط في مختلف التجمعات أيا كانت نوعيتها وطبيعتها.

هذه التجمعات أقبرت كاملة تزامنا مع انتشار كورونا، فخلت الملاعب والمسارح وألغيت المهرجانات وتخلصت الشوارع وأبواب الإدارات والمؤسسات، من وقفات وأشكال الاحتجاج رغم استمرار الضرر مصدر الغضب والاحتجاج، وارتفاع الحاجة إلى تحقيق المطالب الاجتماعية منها بالخصوص.

فهل يستمر الوضع على ما هو عليه من ركود جماهيري تام عالميا وليس فقط في هذا البلد أو ذاك، وقفا لزحف الفيروس؟. ويبدو أن الحركات الجماهيرية لن توئد، لكنها ستتقلص بشكل يوفر السلامة سواء بانتشار هذا الوباء أو أي احتمال آخر، لأن الدروس والعبر يجب أن يستفاد منها وعدم تكرارها.

وبات مرجحا هذا التقليص في لاحق الأيام والشهور وحتى بعد رفع الحظر على كل الأنشطة جامعة أعداد هائلة من الجماهير، أيا كانت نوعيتها، حفاظا على الصحة العامة وسلامة الناس، حيث بات ضروريا الحد من حضورهم حتى في الملاعب الرياضية التي كانت بؤرة انتشر بين جمهورها، الوباء.

قد يأتي يوم يصبح فيه جمهور الملاعب محدودا وليس كما ألفنا الجسد لأخيه في احتكاك غير مرغوب فيه مستقبلا بسبب كورونا أو أي جائحة وبدونهما. والأمر ينطبق على المسارح وقاعات العرض المختلفة وحتى الاحتجاج، فقد نعاين وقفات للاحتجاج منظمة ومتباعدة الأركان، في فضاءات مفتوحة وليست مغلقة.

كل شيء ممكن رغم ما قد يتبادر لذهن البعض من عدم جدوى الفكرة، طالما أن العروض الفنية والمسرحية والمباريات الرياضية، بدون جمهور، كالطعام بدون ملح، كما الأمر بالنسبة للحركات الاحتجاجية المطلبية ولمختلف التظاهرات في كل بقاع العالم، التي يلعب الجمهور دورا محوريا في إنجاحها واستمراريتها.

آخر الأخبار