منصف بلخياط.. هكذا يكون الوجه البشع للرأسمالية المتوحشة

الكاتب : انس شريد

17 أبريل 2020 - 06:30
الخط :

هشام رماح

كل إناء بما فيه ينضح، وما في جعبة منصف بلخياط، الملياردير التجمعي والمدير العام لمجموعة "أوريزون بريس"، كشف عن الوجه البشع للرأسمالية المتوحشة، بعدما التف على صحافيين وتقنيين رفضوا التضحية بهم وخصم ما بين 20 و50 في المائة من أجورهم أثناء هذه الظرفية العصيبة التي فرضتها جائحة "كورونا".

وفي مناورة من منصف بلخياط، لإجبار الرافضين على الخضوع له قسرا، التجأ إلى المادة 185 من التي تكفل مقتضياتها للمشغل تقليص "مدة الشغل العادية ولفترة متصلة أو منفصلة لا تتجاوز ستين يوما في السنة" وذلك من أجل "الوقاية من الأزمات الدورية العابرة"، على أن يتم اعتماد هذا الإجراء عقب "استشارة مندوبي الأجراء والممثلين النقابيين بالمقاولة عند وجودهم"، وأن لا يقل الأجر في جميع الحالات عن 50 في المائة من الأجر العادي في غياب.

وتوصل صحافيون وتقنيون رفضوا الانصياع لقرار تخفيض أجورهم بمراسلات موقعة من لدن عادل بصري، مدير عام "Horizon press" تفيد بتخفيض المجموعة الإعلامية، ابتداء من 25 أبريل 2020، لساعات العمل إلى أربع ساعات، وهو التخفيض الذي سيقابله تخفيض في أجورهم، بما يحرر منصف بلخياط من أي مبادرة تروم صون حقوق مستخدميه التي تداعت بسبب تفشي الفيروس التاجي.

في المقابل، وبعدما شجبت النقابة الوطنية للصحافة تصرفات منصف بلخياط، هددها بما وصفها بـ"لعبة كسر العظام" مستطردا في تصريح للزميلة "Yabiladi" أن الصحفيين والتقنيين الذين وقفوا في وجهه نشروا مقالات وفيديوهات مهينة له، مردفا "أقول لهم، لستم في عطالة تقنية، إذا كان الاستمرار في لعبة كسر العظام سيؤدي إلى قتل الجريدة، سأقتلها، سأذهب في هذه اللعبة إلى النهاية".

وفيما يدور منصف بلخياط في فلك عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي تبرع لصندوق مجابهة فيروس "كورونا" المستجد بـ200 مليار سنتيم، فإن مرور أقل من شهر منذ إعلان حالة الطواريء الصحية في المغرب، كان كافيا ليميط اللثام عن الانتهازية التي يتصف بها الوزير السابق عن حزب التجمع الوطني للأحرار، بعدما لم يطرف له جفن وهو يجهز على الصحفيين والتقيين وباقي المستخدمين في "Horizon Press" دون أن يبدي حسا إنسانيا تجاه ما يراهم "حائطا قصيرا".

آخر الأخبار