كورونا لم تمنع حميمية التهاني بين المغاربة بمناسبة حلول رمضان

فاس: رضا حمد الله
لم تمنع ظروف الحجر الصحي للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، تدفق المشاعر النبيلة بين المغاربة ولو عن بعد، كاشفة عمق الإحساس بالآخر وحضوره في الفؤاد ولو غاب مؤقتا عن العين أو حالت ظروف معينة دون اللقاء المباشر وما يرافق ذلك من عناق بالأحضان، ممنوع في هذه الأيام بفعل هذا الوباء.
لم ينسى المغاربة أهلهم ولا أقاربهم أو حتى الأصدقاء ولو كانوا افتراضيين في المنصات والمواقع الاجتماعية المشهورة، خاصة على بعد ساعات قليلة من حلول رمضان الكريم، وما يرتبط به من عادات وتقاليد ليس أقلها قيمة، إحياء صلة الرحم بين الناس والدعاء لهم بدعوات الخير والنجاح والتوفيق في الحياة.
التهنئة المباشرة لم تعد ممكنة في زمن كورونا، لذلك استعاض المغاربة عنها بتهاني افتراضية عبر رسائل قصيرة أو إلكترونية، مفعمة بمشاعر الحب والاحترام والتقدير، يبدعونها كل على طريقته، إن باستعمال صور أو بانتقاء جميل الكلام الصالح لمثل هذه المناسبة التي تعتبر الأولى التي يقضيها العالم بدون طقوس مألوفة.
وتحولت الهواتف إلى نقطة جذب لمثل هذه التهاني إن عبر الاتصال المباشر للاطمئنان على المرغوب في تهنئته بمناسبة حلول رمضان، أو ببعث رسائل نصية مباشرة على الخط الهاتفي، أو باللجوء إلى العالم الافتراضي ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي خاصة فيسبوك، ليس فقط بنشر التهاني العامة في الصفحات الخاصة.
الرسائل الخاص على الميسنجر وتقنية التراسل الفوري (واتساب) زادت هذه الأيام منذ إعلان حلول رمضان بين ظهرانينا ضيفا بدء من الغد السبت، حتى أصيبت الهواتف بالتخمة مما تلقته من رسائل حبلى بعبارات المودة والحب والاحترام والتقدير، لا تروم إزعاجا، إنما فقط تهنئة افتراضية مشروعة بعدما حرمتنا كورونا من تلك المباشرة.
ويبدع المغاربة في اختيار الصور والفيديوهات والرسائل المهنئة بحلول رمضان، ولو أن نسبة كبيرة مهمة تعيد إرسال ما تتلقاه منها عبر الواتساب أو الميسنجر، وقلة تبدع وتبحث عن جميلها في مختلف المواقع المختصة، كي تكشف للمبعوثة إليه، مكانته في قلوب باعثيها ممن لن تحول كورونا دون إرساء حب متأصل بين القلوب.
الحب بين المغاربة متأصل مهما كانت الظروف، ولن تمنعه أجواء الطوارئ الصحية الذي حجرت الجميع بمنازلهم في انتظار فرج من وباء وبلاء، وشيك إن التزم الجميع بذلك وقلت واختفت التجمعات غير الصحية وغير المستحبة في مثل هذه الأيام، مهما كانت المناسبات دينية أو غيرها، طالما أن مصلحة الوطن فوق الجميع.