مطالب بإعادة فتح مستشفى الأمراض الصدرية والتنفسية ببنصميم بإفران

فاس: رضا حمد الله
تعالت الأصوات المطالبة بإعادة فتح مستشفى ابن صميم بإقليم إفران، الذي سبق للاستعمار الفرنسي أن بناه بمنطقة غابوية لعلاج الأمراض الصدرية والتنفسية، قبل إغلاقه قبل سنوات خاصة. وأكدت أن الحاجة ماسة إليه إلى منشئات صحية مماثلة خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد.
وأحدث شباب بإقليم إفران، صفحة فيسبوكية بآلاف المشتركين، للمطالبة بإعادة فتحه وترميمه وتجهيزه بالتجهيزات اللازمة خاصة أن البناية الكبيرة ما زالت صالحة للاستعمال رغم أنها مهجورة منذ مدة طويلة، متمنيين التعجيل باتخاذ قرار لإعادة فتح المستشفى الأضخم المختص في علاج الأمراض التنفسية.
وكان المستشفى موضوع مذكرة برلمانية ووجهت لرئاسة الحكومة في مارس الماضي، واقترحت تأهيله بعد تقديم سؤال في البرلمان في 2018 قدمه برلماني التمس فيه إعادة فتحه، بعدما تم تفويته لوزارة الداخلية قبل 3 سنوات من ذلك، قبل تفويته لمستثمرين أجانب، في ظل ارتفاع المطالب باسترجاعه.
وانتقل شباب إفران من إطلاق صفحة فيسبوكية محلية متفاعل معها وطنيا، إلى توقيع عريضة جار توقيعها بنفس المطلب، بعدما لقيت تجاوبا كبيرا، في انتظار استكمال توقيعها وتوجيهها لرئاسة الحكومة، أملا في تحقيق مطلب سكان إفران بإعادة فتح هذا المستشفى الذي أنشأ في سنة 1948 من طرف الاستعمار.
ويوجد المستشفى على مساحة كبيرة تقدر ب80 هكتارا وسط الغابة بموقع إستراتيجي اختاره الفرنسيون لبنائه في قمة الجبل قرب منابع عيون بن صميم وعلى بعد مسافة قصيرة منها، بعدما فوجؤوا بعلاج مريض مرضا تنفسيا وصدريا، قضى أياما كثيرة في عين المكان.
ويحكي الناس عن ظروف بناء هذا المستشفى، بحديثهم عن استعصاء هذا المريض الفرنسي من طرف الأطباء الفرنسيين قبل أن يزور منطقة الأطلس المتوسط، التي قضى بها أسابيع قبل عودته لمسقط رأسه بفرنسا ومفاجأة الأطباء بعلاجه، وكشفه حقيقة الأجواء الطبيعية التي عاش فيها.
ويتكون المستشفى الذي بدأ الاشتغال به في سنة 1954، من 8 طوابق بطاقة استيعابية تقارب 400 سرير، إضافة إلى ملاعب أخرى ملحقة به ومنها قاعة للسينما وملاعب رياضية، بعدما شيد بمعايير دولية وبطلب من مواطن فرنسي اسمه موريس بونجان الذي تعافى من مرضه الصدري بعد قضائه مدة بالمنطقة.
وكان 4 أطباء يتكلفون بعلاج المرضى أيام افتتاحه في العهد الفرنسي، بمساعدة 32 ممرضا يقيمون في الفضاء نفسه، إذ ظل يشتغل تحت الإدارة الفرنسية إلى غاية استقلال المغرب، لما أصبح مستقلا ماديا وإداريا، إلى أن بدأ اندحاره في 1965 بعد مدة أعقبت تسلمه من طرف وزارة الصحة المغربية.