خبير يكشف مأزق البوليساريو وانهيار الأطروحة الانفصالية

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

28 أبريل 2020 - 10:30
الخط :

تتخبط الجبهة الانفصالية البوليساريو في أزمة داخلية وخارجية خانقة، الثانية بسبب الانتصارات التي حققها المغرب على المستوى الديبلوماسي، والاول بسبب المعارضة الداخلية التي أعلنت عن نفسها وأربكت حسابات مليشيات الجبهة الانفصالية٠

بيان السياق، اعتبر أحمد نور الدين، الباحث في القضايا الدولية والمتخصص في قضية الصحراء، أن رد الفعل الأخير الذي صدر عن الجبهة الانفصالية، ضد المعارضة التي أعلنت عن نفسها وخرجت عن حالة الصمت، أبان عن ضعف مليشيات الانفصاليين وانغلاق هياكلها وتوقف زمنها السياسي في السبعينيات٠
ولفت المتحدث، في تصريح “للجريدة24”، إلى أن رد فعل المليشيات الانفصالية، من خلال بيان، “لم يُجب على أيّ من الاتهامات الموجهة إلى القيادة الفاسدة ولم تجب عن مصير المختطفين والمعتقلين ولا عن الاغتيالات ولا عن التعذيب في سجن الذهيبية ومخافر العسكر الجزائري، ولا عن العنصرية والقبلية والزبونية في المناصب والمغانم، ولا عن الاتجار في المساعدات ولا عن استغلال معاناة 40 ألف لاجئ في مخيمات تندوف حيث يعيشون في ظروف أقل ما يقال عنها أنها مأساوية”.

وشدد أحمد نور الدين على أن بيان الجبهة الانفصالية “هروب إلى الأمام، وكله سِباب وشتم وتخوين للمعارضة وعلى رأسها أولئك الموقعون على بيان "مبادرة صحراويون من أجل السلام"، علما أن معظمهم قيادات سابقة في الجبهة ومثقفون وأبناء لشيوخ القبائل”٠
وشدد المتخصص في قضية الصحراء، على أن مضمون رد الانفصاليين على المعارضة الداخلية، أعطت جبهة تندوف الدليل مرة أخرى أنها تنظيم شمولي لا يؤمن بالديمقراطية ولا بحرية الرأي وتعدد التيارات، وبالتالي هي نسخة طبق الأصل للنظام العسكري الجزائري الذي يحكم الجزائر بقبضة من الحديد والنار.

وتابع ذات المصدر أن دعوة الجبهة الانفصالية المعارضة الداخلية إلى احترام الحليف الجزائري وعدم "نكران جميله"، وتجنب زعيم الانفصاليين إبراهيم غالي الجواب عن لماذا لم يستجب جنرالات الجزائر لطلب التظاهرات الشعبية في تندوف للكشف عن مصير الخليل أحمد اللاجئ المختطف في سجون الجزائر منذ 2009، والذي كان زعيم الانفصاليين قد وعد بالتوسط لدى حكام الجزائر لإطلاق سراحه، كان في حدّ ذاته دليل آخر على حجم الإذلال والاحتقار الذي يمارسه جنرالات الجزائر على قادة الجبهة الانفصالية وعلى زعيمها.

كل ذلك، يقول الباحث في القضايا الدولية، يؤكد فشل البيان والآلة الدعائية الانفصالية في تكذيب الاتهامات الموجهة إليها والإجابة عن التساؤلات التي تطرحها المبادرة من أجل السلام وتطرحها التيارات والمجموعات المعارضة داخل المخيمات وخارجها٠
ولفت المتحدث إلى أن البيان الأخير الصادر عن الجبهة الانفصالية ضد “صحراويون من أجل السلام”، تحول إلى ما يشبه ”شهادة وفاة للجبهة الانفصالية وإفلاسها السياسي حتى في ديباجة بيان تكذيب”٠
وقال أحمد نور الدين إنه إذا أمعنا النظر في البيان نجده يعترف من حيث لا يدري بالاتهامات الموجهة إليه حين يعاتب "حركة صحراويون من أجل السلام" دون ذكر اسمها، على " التشهير بدل النقاش الداخلي"، فهو إذن لا ينفي الاتهامات الموجهة إليه ولكن لا يريد أن يُنشر غسيله على الملأ..

وأشار المتخصص في قضية الصحراء إلى أن الجبهة الانفصالية بدل إقناع المحتجزين في المخيمات بأطروحتها الانفصالية والرد على المعارضة بأسلوب الاقناع، تلجأ إلى التعذيب وتحذير اللاجئين في المخيمات من مخالطة المعارضة التي وصفها بالخيانة والعمالة والموبوءة، وبذلك تمارس الجبهة، يضيف المحلل السياسي، الوصاية والحجر على عقول اللاجئين وتطالبهم، حسب تعبير البيان، بـ "عدم الاختلاط بالموبوئين والابتعاد عن الأماكن الملوثة، بعبارة أوضح مقاطعة ومحاصرة المواقع والأصوات.." التي تنتقد الجبهة وتفضح فسادها ورضوخها لإملاءات وتعليمات النظام العسكري الجزائري.
واعتبر نور الدين أن هذا الأسلوب الذي تعتمده الجبهة الانفصالية ضد المعارضة أكبر اعتراف وإقرار بانهيار المشروع الانفصالي الذي رعته الجزائر وهزيمة الجبهة كأداة لهذا المشروع، لأنها تعترف بعجزها عن مقارعة الأفكار بالحجة والبرهان ولم يبق أمامها إلا أن تحاصر اللاجئين وتمنعهم من النقاش والاستماع إلى التيارات المعارضة.

آخر الأخبار