خبير يرصد آثار "الصوم الإجتماعي" على المغاربة بعد قرار التمديد

أثارت حالات التمديد المتكررة التي قررتها الحكومة قلق أخصائين نفسيين وخبراء في الصحة النفسية، إذ فاقم قرار تمديد الحجر الصحي بعدة مناطق حجم التوتر والقلق لدى المواطنين، وهو ما يهدد الصحة العامة "الفزيولوجية والنفسية".

عزوز التومسي، أخصائي نفسي، قال في حديث مع الجريدة24 أن الحجر الصحي أو "الصوم الإجتماعي" في بداياته كان يعتبر فرصة إيجابية للأسرة من أجل تطوير حميميتها وتعزيز التواصل بين أفرادها واكتشاف ذاتها ، إلا أنه سرعان ما انقلب إلى عامل سلبي يعصف باستقرار بعض الأسر وتزايد حالات العنف بفعل التوتر والقلق.

وفي نفس السياق كشفت دراسات عن ارتفاع منسوب التوتر، من ضمنها دراسة قامت بها المندوبية السامية للتخطيط وأخرى أنجزها باحثون سوسيولوجيون وسيكولوجيون، هذا التوتر، يقول الأستاذ الباحث نجم عنه إحساس بالحزن والإحباط، والعنف الأسري، واضطرابات ستكون لها انعكاسات سلبية على المستوى الفيزيولوجي.

ومن هنا يمكن تفسير ارتفاع حالات الإصابة بصداع الرأس واضطرابات المعدة وآلام بعض الأعضاء في الجسم.

وأوضح المتحدث أن ما يحدث في كل مرة مع اقتراب نهاية مرحلة الحجر هو أن الفرد ينتظر لحظة الإفراج لكن تلك الإنتظارية تصطدم بقرار مناقض لما كنا نتوقعه وهو ما يؤدي الى مفعول شبيه بذلك الذي تفرزه الصدمات، والأخيرة تفاقم بدورها من حدة كل الإضطرابات.

وكانت المديرية العامة للأمن الوطني قد اعلنت انخفاض منسوب الجريمة، وهذا طبيعي باعتبار تواجد الجميع في المنازل، لكن ظهرت جرائم أخرى من بينها العنف المبني على النوع الاجتماعي ضد النساء والأطفال.
ومن جهة أخرى نبه الباحث لارتفاع نسبة حالات الانتحار مشيرا أن النسب المعلن عنها والتي نقرأها في الجرائد لا تقارن مع عدد حالات "الأفكار الانتحارية" التي ترتفع خلال هذه الظروف، من هنا دعا الى الانتباه للجانب النفسي للمغاربة والعمل على حمايتهم من الفيروسات النفسية كما تعمل الحكومة على حمايتهم من فيروس كورونا.