تفاصيل انتحار "زلايجي" بفاس وحقيقة صورة استثنائه من الدعم

فاس: رضا حمد الله
صدرت أوامر رسمية بالتحقيق في تداول صورة إلكترونيا، وربطها بانتحار "زلايجي" أربعيني بمنزله بحي لابيطة ظهر الخميس بمقاطعة المرينيين، وجد ليلة أول أمس، جثة هامدة في بداية التحلل، معلقة بواسطة حبل في سقف المنزل، بعدما شم جيرانه رائحة كريهة منبعثة منه وإخبارهم السلطات.
وينتظر أن تباشر الشرطة القضائية في الساعات المقبلة بحثا قضائيا في الموضوع لمعرفة من يقف وراء تلك الصورة الحاملة عبارة "أنا كنموت بالجوع، مكاينش دعم. السلطة كذابين ومنافقين"، مكتوبة على قطعة كرتون صغيرة ومنسوبة للهالك، قبل أن يتم ترويجها على نطاق واسع.
وينتظر أن يستعان في البحث بخبرة فريق الخلية الخاصة بالجرائم الإلكترونية بالولاية، لاقتفاء أثر الصورة بين متداوليها في محاولة للوصول إلى ناشرها الأول والتحقيق معه لمعرفة الأسباب التي دفعته إلى ذلك، وربط انتحار الضحية بعدم استفادته من الدعم المخصص للتخفيف من آثار جائحة كورونا.
وأوضحت المصادر أن البحث قد يطول أياما، للوصول لمصدر الصور، وإجراء خبرة عليها لمعرفة ما إذا كانت التقطت حقا من الشقة نفسها المعثور فيها على الجثة، أو بمكان آخر ونسبت للحادث، وللبحث فيمن أبدعها وترتيب الجزاءات القانونية في حالة ثبوت تورط جهة معينة في افتعال ذلك.
وأشارت إلى أن السلطات لن تتهاون في كشف الحقيقة وإبلاغ الرأي العام بنتائج البحث في حينه، مع تفعيل القانون في حق أشخاص او جهات قد يثبت تورطها، وكل من يثبت تعمده ترويج تلك الصور ونسبها "بشكل تدليسي" لحادث انتحار الزلايجي، كما كشفت ولاية جهة فاس في بلاغها التوضيحي.
وأوضحت الولاية أن الصورة المتداولة إلكترونيا وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، روجت "بشكل تضليلي" بعدما زعم مروجوها كونها رسالة خطية تركها الهالك المنتحر، مبررا انتحاره بعدم استفادته من الدعم المخصص للمتضررين من جائحة كورونا، مؤكدة أنه وأقاربه، لم يتقدموا بأي طلب للاستفادة من الدعم.
وأشارت ولاية جهة فاس، إلى أن السلطات لم تعاين أثناء انتقاها إلى منزل الهالك بعد العثور على جثته، "لم تعاين وجود أي رسالة كما يروج لها في الصور المتداولة"، في الوقت الذي استبعدت المصادر احتمال صدور الصورة عن عائلته التي تداولت مواقع إلكترونية، كونها عثرت على قطعة الكرتون بجانبه.
ونسبت المواقع لأحد أفراد أسرة الضحية، مطالبته بفتح تحقيق في ملابسات إقصائه من الدعم، رغم حاجته الماسة إليه خاصة أنه فقد شغله منذ أسابيع أعقبت انتشار فيروس كورونا، بعدما توقف عن العمل، ما زاد من تأزم وضعيته قبل أن يستكين بمنزل الذي كان يقطنه وحيدا قبل العثور على جثته.