تهجم الشيخ سار على "الموظفات" يعيد نقاش عمل الأمهات المغربيات إلى الواجهة

لازالت التدوينات والمقالات الأكاديمية حول موضوع عمل المرأة تتناسل على مواقع التواصل الإجتماعي بسبب تدوينة "الشيخ سار" التي هاجمت النساء المغربيات الموظفات وحقرت من قدرتهن على تربية جيل ناجح وأبناء صالحين لأنفسهم والمجتمع.
عاد النقاش من جديد حول الدين الإسلامي وواجبات المرأة المسلمة ونشب مرة أخرى الصراع بين "الرفاق والإخوان" وبين المنظور "الحداثي" الذي يؤمن بالمساواة في كل شيء بين الجنسين والمنظور "المحافظ" الذي يدعو للتكامل بين الطرفين ومراعاة فيزيولوجية المرأة التي ينبغي على إثرها تحديد نوع معين من المهن التي يجب أن تشغلها.
معطيات المندوبية السامية للتخطيط سبق و أكدت أن هناك حوالي مليون و200 ألف أسرة في المغرب تقودها نساء، وحوالي ثلثي هؤلاء ليس لهن أي مستوى تعليمي، وثلثهن فقط من يندمجن في سوق الشغل. حوالي 55٪ منهن أرامل و14٪ منهن مطلقات.
هذه الأرقام وغيرها من المؤشرات تظهر بحسب باحثين أن المجتمع المغربي يعرف تحولات ينبغي تحليلها بعيدا عن المنطق التسطيحي والإختزالي أو الإصطفاف في خانات مع أو ضد.
كما يرى آخرون أن بنية القوانين المؤطرة للعمل يجب أن تعرف تجديدا يتلاءم وحق الإنسان في أن يكون "أبا" و"أما"، وأن يقوم المشرع بسن قوانين تمنح للوالدين بدائل للعمل اليومي الحضوري، الذي يفصلهما عن الأطفال وهم رضع، وكمثال على هذه البدائل هناك العمل عن بعد الذي أثبت نجاعته في عدد من المهن والإدارات وأصبح يفرض على مدبر الشأن العام إبداع حلول جديدة تسهم في استمرار عجلة الإقتصاد وعدم الإنقطاع عن العمل وفي نفس الوقت ضمان حق الأجيال المقبلة في تربية ومصاحبة أسرية تخلق جيلا سويا بخصال نفسية وعقلية واجتماعية قادرة على النجاح.