"العلم" تتحول لناطقة باسم "آمنستي".. ونار علال الفاسي تتحول رمادا !

الكاتب : الجريدة24

14 يوليو 2020 - 12:28
الخط :

هشام رماح

ما هي الفكرة التي عنت للقائمين على حزب الاستقلال عبر "العلم" الجريدة الناطقة باسمه، والأخيرة تفرد لمحمد السكتاوي، مدير مكتب منظمة العفو الدولية بالمغرب، صفحتان كانتا له فسحة ورقية هاجم فيها المغرب ودس من خلالها رسائل ملغومة أراد من خلالها حسم معركة "آمنستي" مع سلطات المملكة، بعدما حاصرتها بطلبها الإتيان ببرهانها إزاء ما ادعته في تقاريرها بشأن اختراق هاتف عمر الراضي، الصحفي المبتديء والتجسس عليه.

"في الأمر إنَّ".. لماذا؟ لأن الجريدة المحسوبة على حزب الاستقلال المعارض للحكومة، انبرت لنصرة "آمنستي" بدراية من القائمين عليها، ولا يجرؤ أحد على انتحال العذر لهم لأن معارضة الحكومة تختلف كثيرا عن معارضة الدولة التي تبنت موقفا عقلانيا وقارعت المنظمة غير الحكومية بالحجة، وهي تطالبها بتأكيد ما ادعته، وهو ما لن يستطيعه محمد السكتاوي ومن بسط له طريقا ممهدة نحو صفحات جريدة سبق  وخطت عليها أنامل الوطنيين مثل الزعيم الاستقلالي علال الفاسي وعبد الخالق الطريس ومليكة الفاسي وغيرهم كثير.. ممن آمنوا ببلادهم  حتى آخر رمق وما بدلوا تبديلا.

وفي دعوة إلى كلمة سواء فيما يعتمل بين المغرب ومنظمة العفو الدولية، فإن من الرعونة بما كان تمرير خطابات محمد السكتاوي، مدير المنظمة في المغرب، على صفحات جريدة كـ"العلم" التي تقتات من المال العام، ولو أن هذا الدعم لا يعني بالضرورة محاباة الدولة البتة، فإنه يعني بالضرورة عدم طعن البلاد في الخاصرة في حرب قوامها تمرير الرسائل المسمومة من "آمنستي" بينما السلطات المغربية تواجه الاتهامات الموجهة إليها بصدر عار وقد قررت المضي بلا هوادة في معركتها ضد المنظمة غير الحكومية إلى أبعد الحدود.

مطالبة المغرب لـ"آمنستي" بتقديم أدلة عن ادعاءاتها، حاصر المنظمة في الزاوية، وزادتها محكمة العدل الإسرائيلية لطمة قوية أخرى وقد أكدت في قرار لها صدر، أمس الاثنين، على لسان القاضية "راشيل باركاي" بانتفاء أدلة تثبت تورط المغرب في التجسس على الغر الساذج عمر الراضي، باختراق هاتفه ببرنامج "بيكاسوس" الذي تنتجه مجموعة "NSO"، لكن جريدة "العلم" آثرت التغريد خارج السرب وتمكين محمد السكتاوي من مساحة شاسعة ليتنفس وينفث ما شاء من كلام تذروه الرياح.

ولا يتطلب الحكم على انحدار جريدة "العلم" نحو الهاوية كثيرا من الجهد والتمحيص، فمسار المطبوع الناطق باسم حزب الاستقلال تغير من منشور كان فضاء لتداول وتلاقح أفكار الوطنيين ليصبح مرتعا للعدميين مثل المعطي منجيب، المؤرخ العاق الذي يغترف من العطايا نظير مهاجمته لبلاده، وعادل تشيكيطو، النائب الاستقلالي صاحب فضيحة "الاستمناء" عبر " سكايب"، وعبد الرزاق بوغنبور، الذي يستلذ بتوصيف نفسه برئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، وهو أبعد ما يكون عن هكذا مسؤولية، وقد عاهد النفس على مواجهة المغرب بمقابل.

وإذ أصبحت جريدة "العلم" توصف بـ"ملحقة العدميين" فإن تخصيص مساحة لمحمد السكتاوي، مدير مكتب منظمة العفو الدولية بالمغرب، ليس غير تأكيد لهكذا توصيف لمنشور بائد، قرر القائمون عليه الانزواء إلى معسكر "آمنستي" بدل الدفاع عن المصالح الوطنية التي تتمثل في تحصين البلاد والعباد تحت غطاء الحق والقانون، لكن أن ينبطح القائمون على حزب "الميزان" أمام المنظمة وتستطيب الأخيرة أكل الشوك بفم "العلم" دون أن يرف جفن للقائمين على الأخيرة.. لهو إشارة صريحة إلى أن تركة علال الفاسي ومن جايلوه من الوطنيين أصبحت في مهب الريح.. ولدليل على صدق "العافية تخلي الرماد".

آخر الأخبار