21 سنة من الإصلاح في الحقل الديني وحماية المغرب من "الطائفية"

الكاتب : الجريدة24

30 يوليو 2020 - 01:00
الخط :

تعتبر إمارة المؤمنين المرتكزة على أساس البيعة الشرعية أساس نظام الحكم في المغرب، والملك هو أمير المؤمنين الحامي لحمى الملة والدين والضامن لحرية وأمن المواطنات والمواطنين.
وقد كان هذا الأساس هو الركن الركين في النظام السياسي منذ بايع المغاربة المولى ادريس بن عبد الله سنة 172هـ، أي منذ ما يزيد على 12 قرنا توالى خلالها السلاطين في حكم هذه البلاد إلى عهد الدولة العلوية.

في هذا السياق قال لحسن سكنفل، رئيس المجلس العلمي للصخيرات تمارة أن الشأن الديني من أهم ما يوليه أمراء المؤمنين الاهتمام لتعلقه بالحياة الدينية للمواطنات والمواطنين.. و"قد كان عهد مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله عهدا زاهيا في كل ما يتعلق بشؤون الدولة وبناء المؤسسات وتقويتها وتحديثها، مكملا ما بدأه والده المنعم أمير المؤمنين مولانا الحسن الثاني طيب الله تراه وجده أمير المؤمنين مولانا محمد الخامس برد الله مضجعه وخصوصا في مجال الارتقاء بالشأن الديني".

وتتجلى هذه العناية بالحقل الديني بحسب سكنفل في هيكلة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حيث تم إحداث مديريات جديدة كمديرية المساجد ومديرية التعليم العتيق ومديرية القيمين الدينيين، إضافة إلى إحداث عدد من المؤسسات العلمية كمعهد القراءات والدراسات القرآنية ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، وتطوير دار الحديث الحسنية وإحداث معاهد للعلوم الإسلامية تابعة لجامع القرويين والكل يعمل في ظل جامعة القرويين التي أصبحت تحت إشراف الوزارة..
ومن الأمور المهمة التي تم استحداثها لتدبير الشأن الديني المديريات الجهوية والإقليمية للشؤون الإسلامية التي تعمل بجانب النظارات لتدبير شؤون المساجد والأوقاف.
كما أشار لإعادة هيكلة المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية حيث أصبح المجلس العلمي الأعلى مؤسسة دستورية يترأسها أمير المؤمنين ويعمل في ظلها علماء الأمة اللذين يمثلون بأمانتهم العامة والهيئة العلمية للإفتاء المتفرعة عنها المشيخة العلمية في بلدنا كما تمثل إمارة المؤمنين الحامية لحمى الملة والدين الزعامة الدينية قاطعة الطريق على كل من يريد أن يستغل الدين لأمور شخصية أو زعامة دينية، وهذا ما ضمن لبلادنا الابتعاد عن الطائفية الدينية المقيتة والتي هزت أركان عدد من الدول الإسلامية، يضيف المتحدث.

وتابع "هكذا أصبح في كل إقليم مجلس علمي يرجع إليه الناس في شؤون دينهم وقد بلغ عدد المجالس العلمية أكثر من ثمانين مجلس بعدد العمالات في التراب الوطني، فبجانب كل عامل يوجد عالم وهيئة علمية مهمتها نشر الوعي الديني الصحيح المبني على أساس الثوابت الدينية التي ارتضتها الأمة المغربية منذ اختار أهل هذا البلد الدخول في الإسلام عن طواعية واختيار..".

ومن الأمور المهمة أيضا، و التي رصعت هذه السنوات الواحدة والعشرون، هذه الأفواج من الأئمة المرشدين والمرشدات الذين يقومون بدور مهم في التأطير الديني للمواطنات والمواطنين بجانب الوعاظ والخطباء إضافة إلى تأطير أئمة المساجد والوعاظ والواعظات والمحفظات..
ومن المعالم البارزة للارتقاء بالشأن الديني إحداث إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم وقناة محمد السادس للقرآن الكريم، هاتان المؤسستان الإعلاميتان اللتان أسهمتا بشكل فعال ومميز في تنقية الإعلام الديني من تأويل الجاهلين وانتحال المبطلين وتنطع الغالين ببرامجها المرتكزة على الوسطية والاعتدال، بحسب تعبيره.

واسترسل سكنفل "لقد كانت خطب مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعز الله أمره الموجه الرئيسي لكل هذه الانجازات بغاية إدماج الخطاب الديني في المشروع المجتمعي للأمة المغربية المعتزة بإسلامها والمتعلقة بعرشها والملتفة حول ملكها بحب واحترام وافتخار..

الشيخي..دستور 2011 أهم مكاسب المرحلة

ومن جانبه أكد عبد الرحيم الشيخي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح أن دستور 2011 يعد واحد من أهم مكاسب العشريتين، حيث تم من خلاله التأكيد على الثوابت الجامعة التي تستند عليها الأمة المغربية في حياتها العامة، والمتمثلة في الدين الإسلامي والوحدة الوطنية والملكية الدستورية، مع إضافة نوعية متعلقة بالاختيار الديمقراطي.

كما تم اعتماد الأمازيغية لغة رسمية للدولة وما يستتبع تفعيل الطابع الرسمي لها من تشريعات وتدابير لإدماجها في الحياة العامة وتعزيز حضورها، بالإضافة للديمقراطية التشاركية والأدوار الجديدة للمجتمع المدني. وإحداث عدد من المجالس الاستشارية والوطنية في إطار مؤسسات وهيئات حماية الحقوق والحريات والحكامة الجيدة والتنمية البشرية والمستدامة والديمقراطية التشاركية وهيئات حماية حقوق الإنسان والنهوض بها، بالإضافة لمدونة الأسرة، التي عرفت تعديلات كبيرة مقارنة مع مدونة الأحوال الشخصية السابقة.

ولفت الإنتباه للتدبير الحكيم للحقل الديني، بحضور متزايد لدور المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية وتنظيم التعليم العتيق وتأطير الأئمة والمرشدين والمرشدات، وبناء المساجد وإصلاح القديم منها وإسهامها في محو الأمية خاصة في صفوف النساء.

ومن جهة أخرى هناك عدد من الأوراش الكبرى التي عرفتها المدن الكبرى والتاريخية من اهتمام بعدد من المعالم وأيضا تأهيل البنيات التحتية من طرق وسكك حديدية ووسائل نقل حديثة، باللإضافة لاستعادة المغرب لقسط معتبر من حضوره ودوره على مستوى القارة الإفريقية بعودته لمنظمة الاتحاد الإفريقي وتعزيز علاقاته الدبلوماسية والاقتصادية مع العديد من الدول.

آخر الأخبار