هل الأحزاب قادرة على ترجمة وعودها الإنتخابية على أرض الواقع؟

الكاتب : الجريدة24

15 أغسطس 2020 - 04:00
الخط :

في الوقت الذي لم يشهد فيه المغرب انتكاسات بسبب الأزمات أو الأوبئة لم تشهد البلاد ثورة على مستوى المشاركة السياسية للمواطنين ولم ترتفع نسب الأصوات في الإنتخابات المتوالية، فكيف يكون وضع الإستحقاقات المقبلة في ظل الوضعية الوبائية الراهنة وفي وقت تراجع فيه دور الفاعل الحزبي وكثرت الإنتقادات حول المنتخبين الذين زادتهم الجائحة خفوتا.

وظيفة الانتخابات في ظل الظروف الحالية، بحسب الباحث والأكاديمي عبد الرحيم العلام لن تكون مغرية والمقاطعة ستكون مرتفعة وستعلو أصوات العزوف واللامبالاة، ولن تظل في الصناديق سوى أصوات المشاركين "العقائديين" أي المشاركون لدواعي فكرية وإيديولوجية..سواء في صف الإسلاميين أو اليسار.

ومن جهة أخرى تكمن أزمة عدم المشاركة في هذه الإنتخابات في الأولويات التي ستضغط على نفس المواطنين، من أزمة اقتصادية خانقة وضغط اجتماعي رهيب، فكيف سيتم إغراء المواطن للذهاب لصناديق الإقتراع والبطالة في ارتفاع والإشكالات الصحية ترخي بظلالها على كل القطاعات.

كما أشار العلام في حديث مع الجريدة24،  إلى أن  التحولات الكبيره التي وقعت في ذهنية الناخب خاصة في ظل الجائحة، جعلت من الإستحقاقات تجمعا انتخابيا صامتا لا يعرف له توجه سياسي محدد، فأحيانا يشيد الرأي العام بالحكومة ومرات عديدة يعبر عن سخط عارم، إذ ترتفع أسهم الحكومة في ظرف شهر فيأتي قرار واحد ليتسبب في ضرب شعبيتها، "الرأي العام متقلب، ولون الأحزاب المتقدمة لا يمكن التنبأ به".

ومن جهة أخرى شاهدنا في هذه الجائحة تراجعا لأدوار السياسيين مقابل ظهور الوالي والقايد ووزارة الداخلية والتكنوقراط أما الحكومة فتعلن على لسان رئيسها أنها على علم بما يجري وتكتفي بالمشاهدة، فأية أحزاب يمكن أن يثق المواطن في قدرتها على الفعل وعلى ترجمة وعودها الإنتخابية على أرض الواقع.

أما التنافس خلال هذه الإستحقاقات فسيكون بين الأحزاب التي لديها قدرة خطابية على حصد الفئة القليلة من الناخبين ممن سيشاركون في العملية الإنتخابية، والاحزاب التي ستقدم إغراءات مالية واقتصادية ووعود للمواطنين.

 

 

آخر الأخبار