الأحزاب تجلد المغاربة بعد تفاقم الوضع الوبائي

استغلت الأحزاب السياسية الخطاب الملكي الذي ألقاه بمناسبة الذكرى الـ67 لثورة الملك والشعب، من أجل توجيه اللوم للمغاربة إثر تفاقم الوضع الوبائي، جراء الانتشار الواسع لفيروس كوفيد 19 بعدما كان المغرب مثلا في التحكم في هذا الوباء القاتل.
وفي الوقت الذي كان ينتظر من الأحزاب السياسية أن تقوم بمبادرات اجتماعية لمواجهة الوضع الوبائي الذي أرغم على فئة عريضة من المغاربة للخروج للبحث عن عمل، لاسيما الفقراء منهم، عاتبت الأحزاب المواطنين لأنهم "لم يحترموا" إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، مع العلم أن المعطيات المعلنة تشسر إلى أن الاصابة بالفيروس ليس مصدره حركة تنقل المواطنين فقط، بل إن البؤر الصناعية والتجارية كانت أكبر المساهمين في تطور انتشار الوباء.
وهاجم حزب العدالة والتنمية بعض الأصوات، على قلتها، الذين شككوا في وجود خطورة لفيروس كورونا بالشكل الذي تروج له الحكومة، إذ قال الأمين العام للحزب، سعد الدين العثماني، إن الخطاب الملكي رد على الذين يدعون بأن هذا الوباء غير موجود، وليصحح فهم الذين يعتقدون بأن رفع الحجر الصحي يعني انتهاء المرض.
وانتقد العثماني المغاربة الذين "يتعاملون مع الوضع، بنوع من التهاون والتراخي غير المقبول مع فيروس كوفيد 19، محذرا الذين يقولون بأنه لا وجود لفيروس كوفيد 19، لافتا إلى أن هؤلاء "لا يضرون أنفسهم فقط، وإنما يضرون أيضا بعائلتهم وبالآخرين، وفق ما صرح به لموقع حزبه.
بدوره، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، امحند العنصر، انتقد المغاربة الذين لا ينضبطون لتوجيهات السلطات العمومية بخصوص فيروس كورونا، وقال إن الذين لا يتقديون بهذه التوجيهات إنما يعد سلوكهم منافيا للروح الوطنية للمواطن المغربي، وتشكل خطورة على المواطنين ككل، وفق تصريح "للجريدة24".
وأكد العنصر أن خطاب الملك جاء لحذر من ثلاث مواقف خاطئة يتبناه مواطنون بخصوص الجائحة، وهي عدم وجود المرض وأن كل ما يجري من وحي "الخيال"، وأن رفع الحجر الصحي يعني اختفاء كورونا، ثم التراخي وعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية التي عبر عنها البعض.
حزب التقدم والاشتراكية بدوره حذر المغاربة من العودة إلى الحجر الصحي الشامل بالشكل الذي طبقه المغرب في بداية انتشار الجائحة، حيث تم شل الحركة التجارية والاقتصادية والسفر داخل وخارج المدن.
وأثار حزب علي يعتىة الانتباه إلى خطر تجاوز الطاقة الاستيعابية للمستشفيات والمراكز الصحية، لافتا إلى أن الوضع الوبائي بالمعطيات الحالية "يُنذر بما لا تُحمد عقباه على المستوى الصحي في حال عدم أو ضعف امتثالنا جميعا للتدابير الصحية الوقائية والاحترازية المقررة من قِبَل السلطات العمومية ذات الاختصاص".
لكن من جهة أخرى حمل حزب التقدم والاشتراكية، في بيان مكتبه السياسي، المسؤولية للسلطات العمومية، مطالبا إياها باتخاذ كافة التدابير من أجل "توفير الإمكانيات الضرورية الإضافية، سواء على مستوى تعميم الكشف الاختباري عن الحالات، أو على صعيد توفير العدد الكافي من الأسرة والوسائل العلاجية، أو من حيث توفير الأدوات الوقائية وعلى رأسها الكمامات والمعقمات، أو من حيث مواكبة ومراقبة البروتوكول العلاجي المنزلي".
وهاجم، من جانبه، حزب التجمع الوطني للأجرار، المغاربة، محملا إياهم مسؤولية انتشار وتفاقم الوضع الوبائي بالمغرب، إذ لفت بلاغ مكتبه السياسي إلى أن المغاربة تسبو في انتشار الوباء بسبب "حالات التراخي عند البعض، بعد رفع تدابير الحجر الصحي وخصوصا مع ارتفاع عدد المصابين بهذا الوباء".
ونعت حزب الحمامة الذين لا يتقيدون بتوجيهات السلطات العمومية للوقاية من فيروس كوفيد 19، "بالمستهترين"، إذ شد الحزب ذاته على أن "الظرفية لا تسمح بالتساهل مع المستهترين بالإجراءات الصحية، من تباعد اجتماعي وارتداء للكمامة وغسل لليدين وتجنب للمصافحة، إلخ".
وحذر الحزب ذاته من احتمال اللجوء لحجر صحي شامل للتخفيف من هذه الوضعية الصعبة، لافتا إلى أن العودة إلى هذا الخيار ستكون له "كلفة باهضة، تتجاوز بشكل كبير الطاقة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، في ظل محدودية إمكانيات الدولة".