الحرب مستعرة في غزة عشية السنة الجديدة

الكاتب : الجريدة24

31 ديسمبر 2023 - 05:00
الخط :

عام قاتم بالنسبة الى الفلسطينيين والإسرائيليين ينتهي الأحد في ظل غياب أي مؤشرات على إمكانية وضع حدّ قريبا للحرب المستعرة في قطاع غزة والتي تعتبر الأكثر عنفا في الأراضي الفلسطينية وقد تلت هجوما على إسرائيل هو الأكثر دموية في تاريخها.

لم تهدأ الغارات الجوية الإسرائيلية، ولم تتوقف المعارك البريّة بين الجيش الإسرائيلي وعناصر حماس، فيما يسود اليأس بين سكان القطاع المحاصر الذين يعانون تداعيات الحرب اليومية.

وقتل 40 فلسطينيا على الأقل في قصف ليلي على مدينة غزة وانتشلت 18 جثة حتى الآن فيما دفن العديدون تحت الأنقاض.

وقال محمد بطيحان وهو من سكان غزة "بعد الانفجار أتينا إلى المنطقة ووجدنا الشهداء أينما كان. استخرجنا حتى الآن تقريبا 15 شهيدا وقد يكون هناك حوالى 30 شهيدا آخر تحت الأنقاض".

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل 12 مقاتلا فلسطينيا في عدد من المعارك البرية وفي القصف الجوي والمدفعي، مشيرا إلى أنه عثر على أنفاق لحماس ومتفجرات مزروعة في روضة أطفال.

وأسفر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يترافق منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر مع عمليات برية، عن مقتل 21822 شخصا على الأقل، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس، هي أعلى حصيلة لأي عملية إسرائيلية حتى الآن.

وأفادت الوزارة عن سقوط 56451 جريحا منذ بدء الحرب، في وقت أصبحت معظم مستشفيات غزة إما خارج الخدمة أو متضررة ومكتظة.

واندلعت الحرب بعدما شنت حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر أودى بحياة نحو 1140 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لوكالة فرانس برس تستند الى بيانات رسمية.

وقتل 170 جنديا إسرائيليا داخل غزة، وفق الجيش، فيما أعلن نتانياهو أن الجيش الإسرائيلي قتل حوالى ثمانية آلاف "إرهابي" حتى الآن.

وقبل أيام، أعلنت إسرائيل أن جنودها دمروا مخبأ زعيم حماس في غزة يحيى السنوار الذي يلقّبونه "الرجل الحي الميت"، المتصل بشبكة أنفاق واسعة في مدينة غزة.

"معاناة إنسانية رهيبة"

وتفرض إسرائيل منذ التاسع من تشرين الأول/أكتوبر حصارا محكما على قطاع غزة الذي كان يخضع أصلا للحصار منذ العام 2007، تاريخ سيطرة حركة حماس عليه، ما تسبّب بنقص حاد في المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب والوقود والدواء.

ولا تكفي قوافل المساعدات اليومية التي تدخل القطاع للتخفيف من معاناة السكان، وفق الأمم المتحدة التي أشارت الى نزوح أكثر من 85 في المئة من سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.

وحذّرت منظمة الصحة العالمية من الخطر المتزايد لانتشار أمراض معدية. وأعلنت الأمم المتحدة أن غزة "على بعد أسابيع" فقط من الدخول في مجاعة.

ومع احتدام الحرب، دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "المعاناة الإنسانية الرهيبة" و"العقاب الجماعي" للمدنيين الفلسطينيين.

ويدعو غوتيريش مع العديد من زعماء العالم بشكل متكرر إلى وقف إطلاق نار فيما تعهدت إسرائيل مواصلة حربها حتى القضاء على حماس.

من جهته، دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد عن "أخلاقية" الحرب رافضا اتهامات جنوب إفريقيا للدولة العبرية أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب "إبادة ضد الشعب الفلسطيني".

وصرح نتانياهو لدى بدء اجتماع لحكومته في تل أبيب "سنواصل حربنا الدفاعية التي لا مثيل لعدلها وأخلاقيتها"، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي يتصرف "بأكبر قدر ممكن من الأخلاقيات" في قطاع غزة.

وقال إن الجيش "يبذل كل ما بوسعه لتفادي إصابة مدنيين، فيما تفعل حماس كل ما أمكنها لإلحاق الأذى بهم وتستخدمهم دروعا بشرية".

وكان نتانياهو أكّد السبت أن الحرب ستستمر "أشهرا عدة"، مجدِّدا تعهده القضاء على الحركة الفلسطينية.

وأضاف في مؤتمر صحافي "سنضمن أن غزة لن تشكّل بعد الآن تهديدا لإسرائيل".

داخل غزة، ترجو العائلات الفلسطينية التي دفع العديد منها للنزوح إلى أقصى جنوب القطاع مع اقتراب جبهة القتال، أن تهدأ الحرب.

وقال محمود أبو شحمة من مخيم للنازحين في رفح عند الحدود مع مصر "كنا نأمل بأن يأتي العام 2024 في ظل ظروف أفضل وبأن نحتفل برأس السنة في منازلنا مع عائلاتنا".

وأضاف أبو شحمة (33 عاما) النازح من خان يونس في جنوب قطاع غزة أيضا "نأمل بأن تنتهي الحرب ويكون بإمكاننا العودة إلى منازلنا والعيش بسلام".

عائلات رهائن يائسة

اقتيد خلال الهجوم نحو 250 رهينة إلى قطاع غزة لا يزال 129 منهم محتجزين، وفق إسرائيل، بعد إطلاق سراح أكثر من 100 منهم في صفقة تبادل أسرى وهدنة استمرت أسبوعا أواخر تشرين الثاني/نوفمبر.

وتظاهر مساء السبت أكثر من ألف شخص في تل أبيب للضغط على حكومة نتانياهو لإعادة الرهائن المحتجزين في غزة.

وقال نير شافران (45 عاما) "آمل بأن يتم التوصل إلى اتفاق آخر وإن كان جزئيا أو أن يتم الإفراج عن بعضهم. أحاول التشبّث بكل ذرة أمل".

آخر الأخبار