القرقوري: كورونا أثرت على عملية محاربة السيدا بالمغرب

الكاتب : الجريدة24

22 ديسمبر 2020 - 05:00
الخط :

بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة السيدا، الذي يخلد هذه السنة تحت شعار "التضامن العالمي، مسؤوليتنا المشتركة"، استضافت وكالة المغرب العربي للأنباء رئيس جمعية محاربة السيدا البروفيسور مهدي القرقوري، لتسليط الضوء على الجهود التي بذلت على المستوى الوطني بهذا الشأن، وكيفية التعاطي الناجع مع هذا الداء خاصة في ظل السياق الاستثنائي الذي فرضته جائحة فيروس كورونا المستجد.

1 - أين وصلت جهود المغرب في محاربة هذا الداء ؟

يعد المغرب البلد الوحيد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي استطاع أن يخفض من عدد المصابين سنة بعد أخرى، بينما ارتفعت أعدادهم بباقي البلدان، وذلك بفضل برنامجه الوطني لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية.

وهذا الإنجاز يعد مكسبا للمغرب في إطار محاربته لهذا الداء، وهو أمر ليس وليد الصدفة، بل ثمرة 30 سنة من العمل الجاد الذي تقوم به وزارة الصحة وتكتل المجتمع المدني.

وبخصوص الوضعية الحالية للمصابين بمرض السيدا بالمغرب، فإن عدد الحالات بلغ، حسب وزارة الصحة، 21 ألف و500 حالة حاملة لفيروس نقص المناعة البشري المكتسب، 70 في المائة من الحاملين للفيروس، من الذين قاموا بالفحص، يتابعون علاجهم في إطار الرعاية المجانية التي تقدمها مختلف هياكل وزارة الصحة، بينما 30 في المائة يجهلون حملهم للفيروس.

2 - ماهي التدابير الخاصة التي يتعين على المصابين بالسيدا التقيد بها ؟

الحامل للفيروس لا تظهر عليه الأعراض إلا بعد مرور سنوات على إصابته، وبالتالي فإن إجراء الفحوصات ضروري للكشف عن الإصابة قبل ظهور الأعراض، حتى يتم إخضاعه للعلاج الثلاثي، الذي هو نوع من العلاجات الخاصة بهذا المرض، ويعمل على الحد من تطور الفيروس.

فالحامل للفيروس في هذه الحالة يصبح كمن هو مصاب بمرض مزمن، بل إن هذا العلاج يمنع من ظهور الأعراض، ويقلص كمية الفيروس في الجسم، حتى إن المصاب لا ينقل الفيروس إلى الآخرين، وإذا ما توقف عن تناول الأدوية تظهر عليه الأعراض.

وفي ما يخص المجتمع المدني بالمغرب، هناك نسيج جمعوي نشيط في هذا المجال، وضمنه جمعية محاربة السيدا التي تعمل بتعاون مع وزارة الصحة في هذا الإطار، من أجل محاربة هذا الداء والتكفل الاجتماعي بمرضى الإيدز، خاصة الذين يوجدون في وضعية هشاشة حتى يستطيعوا مواصلة العلاج.

3 - هل هناك تأثير لكورونا على عملية محاربة السيدا ؟

بشأن آثار جائحة كورونا على المصابين بالسيدا، فإن هناك دون شك انعكاسات، منها تعليق حملات التحسيس والتوعية، والتشخيص المبكر والوقاية طيلة فترة الحجر الصحي، وكذا الأنشطة التي كانت تعتمد على التنقل إلى حيث تكون تجمعات من مهرجانات ومؤسسات من أجل التوعية، أو تنقل الناس بهدف إجراء فحوصات، وذلك مخافة أن يتسبب فيروس كورونا في ارتفاع أعداد المصابين بمرض الإيدز.

أما المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري (السيدا) الملتزمين بعلاجهم المنتظم، فإنهم غير مطالبين في هذه الحالة بإجراءات إضافية، بل إنهم كباقي الأشخاص العاديين مطالبون بالتزام اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻻﺣﺘﺮازﻳﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺑﻐﺮض ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻧﺘﺸﺎر ﻓﻴﺮوس ﻛﻮروﻧﺎ.

وبخصوص التكفل بهذه الحالات في هذه الظرفية الصحية الاستثنائية، فقد كانت وزارة الصحة قد أكدت استمرارها في رعاية الأشخاص المتعايشين مع فيروس السيدا، على الرغم من تفشي جائحة (كوفيد-19)، من خلال ضمان الولوج إلى علاج المضادات القهقرية، بتعاون مع كافة الشركاء، حيث تمت تعبئة جميع الموارد اللازمة من أجل ذلك.

آخر الأخبار