نور اليقين: هذا ما حصلي لي مع القاضي في أول جلسة محاكمة قمت بتغطيتها

نوراليقين بن سليمان،صحافي،التحق بالعمل كصحافي متدرب بجريدة البيان في صيف 1979 .خضع داخل المغرب و خارجه لدورات تدريبة و استكمال التكوين في مجالات مهنية مختلفة ك : تقنيات التحرير و الأجناس الصحافية الكبرى ، أخلاقيات المهنة ، حرية الصحافة و إشكالية الصحافة و حقوق الانسان ،تقنيات التواصل و العمل النقابي....
ما بين 1994 و 1998 اشتغل بجريدة العلم ثم عاد ليواصل مشواره المهني بجريدة بيان اليوم.
أصدر مؤلفا يحمل إسم " منعرجات من ذاكرة صحافي في الطفولة و الصحافة و السياسي قيادي سابق في النقابة الوطنية للصحافة المغربية و مؤسس فرعها الجهوي بالدار البيضاء نهاية ثمانينيات القرن الماضي و تولى مسؤولية أمين مال النقابة لولايتين.
ناشط في الحقل الشبابي و الطلابي و الحقوقي خلال السبعينيات و الثمانينيات من القرن الماضي.
تقاعد في عام 2014 . صحافي شرفي و فاعل حقوقي و جمعوي حاليا.
ارتأينا ان نستضيفه في هذه الزاوية ليروي موجز تجربته في تغطية الملفات القضائية...
حدثنا عن اول محاكمة قمت بتغطيتها؟
أول جلسة أحضرها كصحافي، كانت بالقاعة 4 بالمحكمة الابتدائية بالدار البيضاء أنفا ،قبالة مقر الولاية .
لم أجلس في الصفوف الأمامية خلف المحامين،بل جلست وسط الجمهور منزويا في أحد أركان القاعة، التي لم تكن في تلك الجلسة غاصة بالجمهور.
كنت أتابع ملفا يتابع فيه عون بإحدى الجماعات بالارتشاء،و كان من بين الملفات المدرجة في تلك الجلسة. بينما كنت أدون في مذكرة ما تلتقطه أذني من معلومات،فوجئت بصوت من منصة القضاة يقول"أش تايدير هذاك...عيط عليه...أجي انت".
رفعت رأسي فانتبهت على التو أن الأمر يتعلق بي و النداء موجه لي.قادني حارس أمن نحو القاضي رئيس الهيئة، سألني عن هويتي بعد أن قال " أش تدير أسيدي "؟ أطلعته على صفتي و أدليت له ببطاقة تفيد انتسابي لجريدة البيان،
فأفهمني القاضي أن الوضعية التي كنت عليها داخل القاعة غير مناسبة و مزعجة للهيئة، وكان علي الجلوس في مكان متقدم كما يفعل زملائي .
على الفور وجهني حارس الأمن إلى المكان المناسب.و فيما واصلت المحكمة مناقشة ملف الموظف الجماعي،كنت أتساءل مع نفسي من هم الزملاء الذين تحدث عنهم القاضي؟.
لم تطل متابعتي لأطوار أول جلسة أحضرها كصحافي بالمحكمة، حيث خرجت من القاعة بمجرد أن رفع الرئيس الجلسة قصد الاستراحة.خارج القاعة صافحت حارس الأمن و شكرته، و رد علي مبتسما " المرة القادمة ادخل من باب المحامين و اجلس وراءهم....".
من هم الصحافيون الذين تعرفت عليهم في تلك الفترة ممن كانوا يغطون المحاكمات؟
في تلك الحقبة ،كان بعض الزملاء يترددون على المحاكم،و أساسا الزميل بلقصيرالملقب ب"أبو فريد" وكان يشتغل بمجموعة ماروك سوار، و الزميل نبيل عربي صحافي ب"لوبينيون" ثم الزميل الهادن الصغير من جريدة الاتحاد الاشتراكي.
مع الوقت ، حصل بسهولة تامة الانسجام بين مجموعة من الزملاء الذين كانوا دائمي الحضور بقاعات المحاكم.في مرحلة لاحقة توسعت المجموعة و أصبحت متلاحمة تتكون خصوصا من الزملاء عبد الرفيع الأومليكي من لوبينيون ،جميلة البزيوي من رسالة الأمة ، محمد أبلقصير من لومتان و خالد أبو شكري من وكالة المغرب العربي،
و سينضاف لاحقا الزميل الأنيق الحسين يزي إضافة إلى زملاء آخرين كانوا يتواجدون من حين لآخر لتغطية ملف من الملفات الساخنة كما هو الحال بالنسبة للزميل نورالدين مفتاح من جريدة الاتحاد الاشتراكي و الزميل بوجيدة من جريدة الصحراء.أما في الرباط،كان على نفس الخط الزميل عبد الله الشرقاوي من العلم.
و للتذكير إن مبيعات الجرائد، إبان المحاكمات الكبرى، كانت خيالية و كان قراء ينتظرون اقتناء بعض الجرائد مباشرة من مطابعها و قبل توزيعها على الباعة عن طريق سبريس.
لقد ازداد التهافت على شراء الجرائد بشكل واضح خلال محاكمة الكوميسير ثابت و من معه عام 1993 ، و إبان ما يعرف بمحاكمات حملة التطهير / التهريب سنة 1996.
الأولى جرت في غرفة الجنايات بالقاعة 7 لمحكمة الاستئناف و طالت العديد من أطر الأمن الإقليمي الحي المحمدي عين السبع،و الثانية احتضنتها القاعة 1 بالمحكمة الابتدائية بالدار البيضاء،وشملت مئات رجال الأعمال و الجمركيين.