العسري: لا نعيش أزمة إخراج في المغرب بل أزمة صناعة

الكاتب : شيماء الساعيد

03 فبراير 2025 - 04:00
الخط :

فرض المخرج الشهير هشام العسري، بصمته في مجال الإخراج، من خلال مجموعة من الإنتاجات السينمائية التي مكنته من الظفر بعدة جوائز في تظاهرات ومهرجانات كبرى، وجعلت اسمه ينافس كبار المخرجين على الصعيد العالمي.

العسري استحضر في حديثه مع "الجريدة24"، بداياته في الكتابة والإخراج، قائلا إنه كان مولوعا بكتابة القصص والشعر في سن 16، ليكتشف حينها موهبته الفنية التي قادته لدراسة هذا المجال وتلقي تكوينات مهمة فيه بالعديد من البلدان مثل فرنسا، إيطاليا ولبنان، حيث عاد بعدها للمنافسة بإنتاجات سينمائية أخذت نصيبها من الشهرة والجوائز.

 وتحدث هشام العسري عن أول عمل سينمائي قدمه خلال فترة دراسته في الديار الفرنسية، والذي شكل انطلاقة جيدة له في مجال الإخراج سنة 2002، حيث قدم بعده سلسلة من الانتاجات التي برز فيها اسمه، منها فيلم"ضربة في الرأس" الذي يعتبر من الانتاجات المميزة القريبة إلى قلبه، بفضل قصته التي تطرق فيها لمجموعة من القضايا التي تخص التربية والثقافة، والذي استدل فيه بالعديد من الظواهر التي غزت "سوشيل ميديا" خلال الفترة الراهنة.

وشدد العسري على أنه لا يعتبر نفسه مخرجا بل سيناريست، بحكم الروايات التي قدمها والمسرحيات التي عرضها، بالإضافة للأعمال التي قدمها على "يوتيوب" على رأسها "البيصارة أوفر دوز" التي عرضت واقع الـ"تيك توك" سنة 2017 قبل ظهوره.

ويرى العسري أن واقع الإخراج في بلادنا يتطور بطريقة إيجابية، وهو ما يبدو واضحا على حد في مجموعة من الأفلام المغربية التي تغزو القاعات السينمائية وتنافس انتاجات كبرى، معتبرا أن المحاولات التي يقوم بها العديد من الشباب على منصة يوتيوب تظهر شغفهم وحبهم لمجال السينما، رغم عدم درايتهم الكافية بأبجدياتها، قائلا: "ماشي بالضروري يكون كلشي فاهم وعارف هاد المجال".

واعتبر العسري، أننا لا نعيش أزمة إخراج في المغرب بل أزمة صناعة، لأن المجال الفني به مجموعة من الثغرات التي لا يتم التحكم فيها، منها السلطة التي أعطيت لأشباه المنتجين الذين وصفهم بـ "السماسرة" وليس للفنانين، وهو ما يساهم بشكل كبير في تقديم إنتاجات رديئة مع الاعتماد على نفس الوجوه الفنية التي تقبل بالعمل بأجور متواضعة على حد تعبيره.

وكان للمتحدث ذاته، رأيه في اقتحام مجموعة من المخرجين والمنتجين المجال الفني دون تلقي أي تكوين فيه، قائلاإن هذا الأمر يجعلهم يفتقدون للشغف الفني وللثقافة السينمائية، وهو ما أصبح واضحا في العديد من الأفلام التي تمشي على خطى نظيرتها المصرية والتي يطلق عليها أفلام "les guichets".

ولا يرى العسري أي مشكل في ولوج بعض الأسماء الفنية عالم الإخراج، بحكم أن البعض منهم يسعون إلى الظفر بهوية مخرج رغم أنهم لا يكرسون الوقت الكافي لاحتراف هذا المجال والتكوين فيه، ما يجعلهم لا يتطورون ولايتعلمون أساسياته، وتابع:" أغلبية الأفلام لي كنشوفو دبا داخل في ما هو استهلاكي يفقتد لأبجديات السينما".

وأبرز المتحدث، أن هناك استراتيجية ينهجها صناع المسلسلات، للاعتماد على المؤثرين ووجوه غير معروفة لتجسيد بطولة الانتاجات الفنية، مشيرا إلى أنه لايمكن إطلاق صفة "ممثل" على أي شخص يتقمص شخصية في عمل سينمائي أو تلفزي، "إدا محترمناش هادشي حتى هو مغيحترمناش".

ولم يفوت العسري الفرصة للتعليق عن واقع "السوشيل ميديا"، قائلا إن العقول الفارغة هم من يثيرون "البوز" ويخلقون ضجة على الفضاء الأزرق، بمواضيع تافهة ومحتويات لا تليق بالمغاربة، ما يؤكد أن مؤشر السعادة في المغرب "متدني"، "الناس فمواقع التواصل الاجتماعي كيكدبو على راسهم".

ويحضر هشام العسري لفيلم سينمائي جديد باللغة الفرنسية يحمل اسم "المطرود من رحمة الله"، سيخرج للقاعات السنمائية قريبا، يجمع ممثلين مغاربة وفرنسيين، بالإضافة إلى رواية "مسافة الخيال العلمي" التي تم إصدارها قبل أسابيع قليلة.

آخر الأخبار