الجمع العام لمعهد المقاولة العائلية بالمغرب: محطة هامة بين التفكير في الانتقال بين الأجيال داخل المقاولات العائلية وتجديد الحكامة داخل المعهد
مناسبة انعقاد جمعه العام العادي الانتخابي، نظم معهد المقاولة العائلية بالمغرب
(IEF Maroc) ندوة خصصت لموضوع الانتقال بين الأجيال في المقاولات العائلية، كما قام بتجديد مكتبه التنفيذي، وتعيين ثنائي رئاسي جديد على رأس المعهد
تأسس معهد المقاولة العائلية بالمغرب(IEF-Maroc)،سنة 2023، ويضم اليوم أزيد من أربعين مقاولة عائلية تنتمي إلى مختلف القطاعات وجهات المملكة.
وتوَحد هذه المقاولات رؤية مشتركة تتمثل في تعزيز استمراريتها، وتثمين مساهمتها في الاقتصاد الوطني، وتعزيز أفضل ممارسات الحكامة، وهو ما سيساهم في ضمان انتقال سلس وناجح عبر الأجيال.
يسعى معهد المقاولة العائلية بالمغرب إلى تحقيق أربع طموحات رئيسية:
تثمين دور المقاولات العائلية؛
تشجيع تبادل الخبرات بين الأعضاء؛
دعم البحث الأكاديمي والتكوين؛
تشجيع أفضل الممارسات في الحكامة.
حصيلة إيجابية وشراكات استراتيجية مبرمة
في أقل من سنتين، تمكن معهد المقاولة العائلية بالمغرب (IEF-Maroc)، من إرساء أسس مؤسسة فاعلة وملتزمة، وحقق تقدماً ملموساً على عدة مستويات:
دعم معهد المقاولة العائلية بإسبانيا (IEF-España): كان معهد المقاولة العائلية بإسبانيا أول داعم وشريك لمعهد المقاولة العائلية بالمغرب،وبعد ثلاثة أشهر فقط من تأسيسه،تمت دعوة معهد المقاولة العائلية بالمغرب كضيف شرف في مؤتمرهم السنوي بمدينة بلباو،بحضور جلالة ملك إسبانيا، وهو حدث مهم يأكد قوة التجمع المنظِم للمقاولات العائلية على المستوى الدولي. وتم توقيع اتفاقية استراتيجية بين معهد المقاولة العائلية بالمغرب ومعهد المقاولة العائلية بإسبانيا في يونيو 2024، وهي الأولى لمعهد المقاولة العائلية باسبانيا مع مؤسسة أجنبية.
شراكة مع مؤسسة التمويل الدولية -عضو مجموعة البنك الدولي: تم إبرام شراكة استراتيجية مع مؤسسة التمويل الدولي – عضو مجموعة البنك الدولي، وقد واكبت مؤسسة التمويل الدولي معهد المقاولة العائلية بالمغرب في تنظيم سلسلة من الندوات حول مواضيع مهمة، من بينها الانتقال بين الأجيال وتنظيم الفضاء العائلي.
كما تُجرى حاليا دراسة وطنية حول الوزن الاقتصادي للمقاولات العائلية بالمغرب، بشراكة مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، وهي دراسة استراتيجية ستشكل نقطة تحول في معرفة هذه المقاولات والاعتراف بدورها على المستوى الوطني.
الانضمام إلى شبكة الشركات العائلية الدولية(FBNInternational): بعد عام من تأسيسه، تم قبول معهد المقاولة العائلية بالمغرب كعضو في شبكة الشركات العائلية الدولية، لتصبح بذلك أول جمعية إفريقيا تلتحق بعضوية هذه الشبكة الدولية، وتُعول شبكة الشركات العائلية الدولية على معهد المقاولة العائلية بالمغرب ليلعب دور منصة مرجعية لتوسيع وتطوير الشبكة على مستوى القارة الإفريقية.
أطلق المعهد أيضا دراسات جوهرية لتوثيق الواقع المحلي وبناء اقتراحات ملموسة، من بينها دراسة أنجزت بشراكة مع (SFM)،حول تأثير النظام الضريبي الخاص بالشركات القابضة العائلية على عملية الانتقال بين الأجيال، إلى جانب إعداد تقرير حول تأثير إصلاح مدونة الأسرة على ممارسات الهبة داخل المقاولات العائلية، اُسنِد إنجاز هذا التقرير للأستاذ عبد الوهاب رفيقي.
في سياق هذه الدينامية، نظم معهد المقاولة العائلية بالمغرب جمعه العام العادي الانتخابي بتاريخ 25 يونيو 2025. وأسفرت هذه الجلسة التنظيمية عن انتخاب 10 أعضاء للمكتب التنفيذي للفترة الممتدة من 2025 – 2027 وذلك وفقا للنظام الأساسي للمعهد وتحث إشراف مديرته العامة، السيدة هدى بنغازي.
وتمت المصادقة على تعيين الثنائي الرئاسي خلال اجتماع المكتب التنفيذي الذي تلى الجمع العام، حيث تم تجديد الثقة في السيد قاسم بناني سميرس لمواصلة مهامه كرئيس للمعهد، في حين تم انتخاب السيد أمين بنكيران نائب أول للرئيس، خلفا للسيد جليل بنعباس الطعارجي، الذي كان له دور محوري في السنوات الأولى من تأسيس المعهد.
ندوة »تسليم المشعل «: لحظة لتبادل الرؤى واستشراف للمستقبل
عقب الجلسة التنظيمية، نظم معهد المقاولة العائلية بالمغرب ندوة بعنوان»تسليم المشعل «، خصصت لموضوع الانتقال بين الأجيال داخل المقاولات العائلية، وقد جمع هذا الحدث عدد كبير من مسيري وممثلي المقاولات العائلية، بالإضافة إلى شخصيات اقتصادية مرموقة.
افتتح السيد رياض مزور وزير الصناعة والتجارة، أشغال الندوة بالتأكيد على الأهمية الاستراتيجية للمقاولات العائلية داخل النسيج الاقتصادي الوطني، مشيرا إلى قدرتها على الصمود، وتجذرها القوي في مختلف جهات المغرب، بالإضافة إلى مساهمتها في خلق فرص الشغل وتعزيز الاستقرار الاقتصادي. ومُذَكِّرًا بالدور المهم الذي تضطلع به هذه المقاولات يوميًا في دعم دينامية الاقتصاد الوطني.
تميز هذا الحدث، الذي لم يتناول موضوع الانتقال كقطيعة، بل كبناء مشترك، يقوم على الوعي والصبر، بمحطتين بارزتين اتسمتا بلحظات مؤثرة وذات عمق إنساني:
افتُتِحت الندوة بمائدة مستديرة أولى تمحورت حول الرهانات الحقيقية للانتقال داخل المقاولات العائلية من خلال عرض شهادات وتجارب واقعية وغنية.
مائدة مستديرة ثانية، اتخذت شكل حوار بين الأجيال داخل نفس المقاولة، كشفت عن العمق الإنساني لهذا الانتقال، من خلال تسليط الضوء على: القيم، الذاكرة، الروابط العاطفية، إلى جانب تقاطع الرؤى حول المستقبل.
شارك العديد من رواد الأعمال، بكل صدق، قصص مسارات مقاولاتهم العائلية، دون التطرق إلى الجوانب التقنية والمالية لمقاولاتهم، حيث تقاسموا وبكل عفوية تجارب تسلم أو تمرير المشعل داخل مقاولاتهم، في ظروف اتسمت أحيانا بالحزن أو تطلبت الاستعداد أو المسؤولية.
خلال سنتين فقط، استطاع معهد المقاولة العائلية بالمغرب من إطلاق دينامية جماعية هيكلية ترتكز على تعزيز الحكامة وإعداد الجيل الجديد من رواد الأعمال وتوطيد الحوار بين الأجيال. وبفضل هذه المبادرات، والندوات، ومجموعة الجيل القادم (NextGen)، والدراسات وحملات التوعية – يعمل المعهد على دعم ومواكبة المقاولات العائلية المغربية في تنوعها وتطورها.