أمينة المستاري
في الوقت الذي كانت فيه ساكنة زاكورة تطمح إلى تقنين زراعة البطيخ الأحمر "الدلاح" من أجل التخفيف من حدة استنزاف الفرشة المائية بزاكورة، زادت المساحات المزروعة وازدادت معها كمية المياه المستغلة بشكل "مفرط" يهدد مستقبل الواحات التقليدية، والخطير أن هذه الزراعة الدخيلة لم تعد مقتصرة على منطقة زاكورة فقط، فقد امتدت إلى الأقاليم المجاورة خاصة "طاطا، أقا، تينغير...) في ضرب لعرض الحائط بكل المحاولات لتقنين زراعته.
تحديات جعلت جمعية "أصدقاء البيئة" تدق مرة أخرى ناقوس الخطر للمطالبة بتدخل عاجل لحماية الموارد المائية بواحات درعة، التي تعرف أصلا ندرة المياه ونضوبها في مجموعة من الآبار بواحات الجنوب التي تعاني منذ سنوات من تغيرات مناخية.
وفي تصريح للجريدة24، قال جمال أقشباب، رئيس الجمعية " أن التحدي وصل مرحلة لا يمكن السكوت عنها، فقد تضاعفت الزراعة، في منطقة تعرف نسبة تصحر كبيرة، في الوقت الذي تهاجم زراعة دخيلة الواحات التقليدية، برعاية من وزارة الفلاحة التي تقوم بتجهيز الأراضي وتشجيع المستثمرين الذين يكترون أراضي الجموع، ما جعل عملية حفر الآبار تتم بشكل عشوائي في غياب مراقبة للحوض المائي".
وحسب ما أكده اأقشباب، فأحد المشاتل بسوس ماسة قام بتوفير حسب مصادر مشتل بسوس ماسة شتلات أكثر 60 مليون شتلة، منها 8 مليون شتلة وجهت لزاكورة، مما يؤكد عملية تهميش مبرمج لزراعة النخيل باعتبارها النشاط الفلاحي الاستراتيجي بالمنطقة، كما أن المنطقة لا تستفيد من زراة "الدلاح" بخلاف مايعتقده البعض، بل هم الوسطاء المستفيدون فقط، والخطير في الأمر ان الدلاح سيستهكل هذه السنة حوالي 12 مليون متر مكعب...كارثة بكل ىالمقاييس، وعوضا عن توفير المياه وحفر الآبار لاستغلالها من طرف الساكنة، قامت الوزارة المعنية بيس فقط فتح استثمارات خارج الواحات بل ضيعات كبرى، تسببت خلال السنوات الأخير في تهجير أسر بأكملها نحو باقي المدن خاصة بواحات المحاميد، كتاوة، فزواطة، بعد ان خلقت أزمة العطش في حواضر إقليم زاكورة وبواديه،هذا في الوقت الذي تضاعف فيه عدد الهكتارات المخصصة لزراعة "الدلاح" خلال هذه السنة، حيث تجاوزت 20000 هكتار، مما جعل الجمعية تعتبر مخطط الوزارة بالواحات "مخططا أصفر" يهدد مستقبل الساكنة.
وحسب أقشباب، فالجمعية بدلت مجهودات كبيرة للحد من هذه الزراعة و تقنينها من خلال مجموعة من الندوات و الايام الدراسية للتحسيس واقتراح بدائل من قبيل النباتات الطبية والعطرية " الكامون، كاوكاو، الزعفران..."، كما طالبت من مؤسسة محمد السادس للبيئة التدخل لحماية الموارد المائية بالواحات من الاستنزاف والاستغلال المفرط بفعل تنامي زراعة البطيخ الاحمر ، لاسيما وأن منظمات دولية دقت ناقوس الخطر بسبب ندرة المياه بالمنطقة.
مصادر أخرى من المنطقة صرحت للجريدة أن الآبار التي يتم حفرها عادة ما يتم "تعميقها" مئات الأمتار وسط مناطق صحراوية تم استصلاحها، ويستفيدون من "المخطط الأخضر"، خاصة المستثمرين القادمين من خارج المنطقة والمتهافتين على زراعته بسبب نضجه المبكر مقارنة مع باقي المناطق، وكثرة الطلب عليه، لكن المفارقة التي يعرفها الموضوع أنه كلما قلت الأمطار تقوم ادنيا وتقعد وتقوم السلطات الإقليمية بعقد اجتماعات بعد الاحتدجاجات التي تعرفها المنطقة في كل مرة، ويتم الاتفاق على تقنين زراعة "الدلاح"، لكن وبمجرد أن يعرف الإقليم بعض التساقطات تعود "ريما لحالتها القديمة" ويتناسى الجميع القرارات ليتم استغلال مساحات أكبر..