كائن خطأ ينتمي الى 404 أي غير موجود !

الكاتب : الجريدة24

07 سبتمبر 2020 - 09:50
الخط :

نَذِير العَبْدي

قد يقع  أن يُعَبر خَطَأ بعض جهابدة الفكر والسياسة والاعلام على صفحاتهم الشخصية سواء على التويتر أو الفايسبوك. لكنهم يعملون على حذف تلك التدوينات أو الصور فور إدراكهم للخطأ أو توصلهم بمعلومات تصحيحية، مع كتابة اعتذار بعد ذلك وهو ما يجعل منهم صراحة كِبَار في مجالات تخصصهم وقدوة للجميع.

لكن أن تنشر تعليقات أو شبه مقالات أو صور أو فيديوهات تختلف عن بعضها خاصة فيما يتعلق بأسباب نزولها. و في غالب الأحيان نلمس فيها تضاربا صارخا من حيث مضمونها. بحيث يمكن أن تجد تعليق اليوم يخالف تعليق ستة أشهر سابقة. وهذا لا يعني بتاتا فكرة أن الرأي يمكنه أن يتغير بتغير ظروف وجوده. خاصة عندما يكون الفاعل هو السيد مصليح الفاعل الإعلامي والجمعوي والاجتماعي والنقابي والسياسي والمؤثر الفايسبوكي ومتعهد حفلات الانتخابات والوقفات الاحتجاجية و ...و...

فعندما نكون أمام شخصية مثل سي مصليح فتوقع منه أي شيء وكل شيء. فشخصية "جامعة" لكل تلك المجالات والاختصاصات تجعل منه شخصية "موهوبة" في عمليات التملص والتمويه و لما لا التهديد والوعد والوعيد. و تقديم خدمات ومقالات تحت الطلب. تبقى شاهدة عليه منذ عدة سنوات و لا يملك جرأة حذفها والاعتذار لمن تضرر منها، ومنهم بعض القراء لأنه قد ساهم في تضليلهم.

وليضمن استمراره  وتواجده في المشهد، فيجب أن يكون مع النظام عندما يكون في صالحه وضد النظام عندما يكون ضده. فهو يطبل تارة وينتقد تارة. شخصية متعددة الوجوه والصفات والمواصفات، رأسمالها الوحيد هو "تخراج العينين"٠

وحتى تكتمل الصورة فكان لابد له من إنجازات على الأرض حتى يقتنع "مُرِيديه" بكراماته وقوته الخارقة. لذلك فكان لابد له من من عُنصرين السلطة و الاعلام.

ففي العنصر الأول، اعتمد على كائنات مشابهة له في مجال العمل الجمعوي "السماوي" كالجمعية التفريفية بين الشباب المغربي. إذ لا يوجد في المملكة الشريفة شباب ملكي وآخر غير ملكي. وهو ما يجعل من مطلب حَلٍها من طرف السلطات الوصية مطلبا موضوعيا وقانونيا ودستوريا. وهي بالنسبة لسي مصليح دراعه في التجييش وتنظيم الهجومات على كل منتقديه بما فيهم رجال السلطة المحلية (الخدير نموذجا). بالإضافة الى مآرب أخرى كتنظيم الحملات الانتخابية ووقفات احتجاجية تحت الطلب وتقديم شكايات للسلطات المغربية...!

عنصر السلطة يعني أيضا، إلتقاط صور مع مسؤولين حكوميين ورجال مؤسسات السياسة والاقتصاد وقادة الأحزاب وضباط كبار في الأجهزة الأمنية. و أيضا جمعيات حقوق الانسان ولما لا جمعيات بمقرات خارج المغرب وهنا بدأ التطبيل للمهاجر المغربي الهولندي الذي كان يقدم نفسه بالإضافة الى حقوقي بانه  "ضابط  إيقاع" للعديد من المؤسسات وخاصة الأمنية التي لها علاقة بمجال الهجرة وحقوق الانسان. سيتعزز التعاون  بين سي مصليح والمهاجر المغربي الهولندي لينتقل إلى صداقة شخصية ورفع شعار عدو صديقي فهو عدوي. مع محاولة توسيع شبكة التعاون بين محلي وأوروبي وافريقي، وهو ما يعني الرفع من أنشطة مُدِرة للدخل كالابتزاز والتشهير والتهديد بالمتابعات القضائية والادعاء بمسك ملفات خطيرة عن هذا الشخص أو ذاك.

أما العنصر الثاني أي الاعلام، فالسيد مصليح صاحب تاريخ طويل وعريض في خلق مواقع الكترونية للاستعمال المؤقت ثم يتركها لِلْبُوَار أو كورق "الكلينيكس". ويتنقل بين هذا الموقع و الأخر في شكل عادة خبيثة أفْقَدَتْه المصداقية وجعلته بدون جمهور وبدون قراء. لكن المهم بالنسبة له هو أن يعرف مُريديه أنه إعلامي، و أن تعرف المؤسسات أنه إعلامي.

قرأنا له العديد من المنشورات وعلى مدى سنواته العجاف "إعلاميا". فلم نجد غير الركاكة والسوقية في التعبير وفقر الصور البلاغية ولغة انشائية بعيدة عن لغة الاعلام. بحيث ينشر احصائيات وأرقام بدون مصادرها ويطلق لسانه للتضخيم أو التهويل حسب وضعيته النفسية و المالية.

يُقدم نفسه بأسماء مواقع إلكترونية متعددة. حتى أنه نسي مرة كتابة افتتاحية بأحد مواقعه الإلكترونية "السياسي الحر" في شهر أبريل 2014. مما جعل فريق التحرير يطلق حملة البحث عنه في الصفحة الأولى لنفس الموقع وهو أمر يعد سابقة في تاريخ الإعلام العالمي. وهو الموقع التابع لشركة جويرية ميديا المملوكة للسيد مصليح نفسه و الذي سيبيعها في اخر شهر ابريل 2014 للسيد حاتم  و سيستقيل من مناصب التسيير و الإدارة.

و ليتخصص في القفز بين المواقع الالكترونية (الجسر والجسور والأخبار بنسختيْن والتنسيقية....) أو اختلاق صفحات فايسبوكية بإسمه أو بأسماء مستعارة. لكن بنفس أسلوب الإبتزاز والركاكة والسوقية. بحيث أنك لا تفهم حقيقة رسالته من ذلك المنشور. لأنك تحس أن سي مصليح،  يقف عاجزا عن التعبير عن أفكاره ويلتجيء الى ثقافة ومصطلحات "الشارع" والسوق.

في الواقع يمكن القول أن السيد مصليح نجح في خداع العديد من الأشخاص الذين استغل وضعيات هشاشتم وضعف مستواهم. كما نجح في خداع بعض المؤسسات تحت يافطة الإعلامي و الحقوقي...و...و...

لكننا نعتقد أن القطار قد وصل به الى المحطة الأخيرة،  وحان الوقت للسيد مصليح أن ينزل. لأن رائحة الابتزاز والضحالة قد فاحت منه وازكمت أنوف الركاب. يجب أن ينزل من القطار لأنه يقتات من مآسي الآخرين، وأصبح عالة على الشأن المحلي سواء على مستوى الاعلام أو المجتمع المدني. ولأنه كما قال  ابراهام لينكون "يمكن أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت.." لذلك فانا حضورك الآن سي مصليح خطأ ويشبه حالة 404 أي غير موجود.

رأي