هل مَساس فرحان بإمَارة المُؤمِنين فيه خُرُوج عن "إِجْمَاع الأُمّة" ..؟

الكاتب : الجريدة24

09 سبتمبر 2020 - 02:00
الخط :

نَذِير العَبْدي

سيختار المدعو "فرحان" توقيت ذكرى ثورة الملك والشعب في 20 غشت ليطعننا جميعا في الظهر. وينشر مقال نسبه لغيره يتعرض لأحد أهم ثوابت الأمة المغربية و أحد أهم مؤسساتها الدستورية والروحية أي امارة المؤمنين. لكنه بذلك كان يحرق آخر مركب نجاة مع المغرب و مع كل مغاربة العالم. وبذلك يكون قد اختار بكل وضوح مكانه في الضفة الأخرى.

فخروج "فرحان" الغير الموفق سواء من حيث التوقيت (ذكرى ثورة الملك و الشعب) أو من حيث المضمون (إمارة المؤمنين)، فيه بعض من الخروج عن "إجماع الأمة" بحديثه الغير العلمي وبحمولة قوية من الجهل عن مؤسسة " إمارة المؤمنين" و تاريخها ودورها وقوتها وفلسفتها.

لم نعد في حاجة الى تبرير المحاكمة الشعبية لكشف السيد "فرحان" & Company (و شركاؤه)، مادام قد اختار  ترديد  شعارات أعداء الوحدة الوطنية والترابية. ومادام  يُصر على نشر الظلامية والتيئييس بشكل بعيد عن كل أدبيات النقاش الموضوعي وعن النقد البناء والواقعي.

أكاد لا أصدق إقدام السيد فرحان كأحد مغاربة العالم. على محاولات يائسة للتشهير والنصب على أفراد  ومقاولات وعلى  تقزيم حجم إنجازات مؤسسات أمنية سيادية مغربية يُقام لها و يُقعد. هل من أجل لفت الإنتباه أو من أجل إبتزاز مؤسسات سيادية. أو مقابل فتات مطاعم وتذاكر قطارات والطائرة...؟ لأنه عندما تضع مصالح حساسة لبلدك محل تشويش،  فاعلم أنك في أسفل درجات المواطنة وانك لا تستحق ذلك الوطن.

 

لا يمكن للسيد "فرحان" الاحتجاج بأن منشور 20  غشت ليس من توقيعه. و هي حجة ضعيفة، لأن المنشور لم يحمل أي توقيع أصلا و هو ما يعني ان المسؤول الأول، هو فرحان نفسه ولو باعتباره صاحب "المزبلة الإلكترونية"،  وبالتالي فمسؤوليته قائمة على كل حرف وكلمة قالها ضد مؤسسة " امارة المؤمنين ".

كما أن المنشور حمل بصمات السيد فرحان من خلال "المجزرة" الاعتيادية سواء على مستوى اللغة الضعيفة و الركاكة. .أو على مستوى الجهل التام بماهية المصطلحات والمراكز القانونية، وهو ما يؤكد للمرة الأف ان السيد "فرحان" لم يكن يدرس بكلية الآداب بفاس وانما كان يقوم بشيء آخر. و هو عكس ما صرح به  لأحد المواقع الالكترونية في غشت 2020، بأنه خريج شعبة الآداب العصري المزدوج، الفرنسية و الاسبانية ودرس سنتين شعبة الفلسفة بنفس الجامعة. وهو ما يدفعنا لسؤال كلية ظهر لمهراز بفاس عن صحة هذه الاداعاءات. أو أن ينشر السيد فرحان كل شواهد الجامعية...!

فكيف وصل السيد فرحان الى استنتاج خطير في مقاله بمناسبة ثورة الملك والشعب، بقوله  "...إذن أحمد التوفيق و إمارة المومنين لا يُريدان إعطاء نمادج حية في الديمقراطيات الفتية..."

و بإعادتنا لقراءة  فقرات ما قبل و ما بعد هذا الاستنتاج، نصل الى أن فرحان لم يقم  ببناء هذا الاستنتاج على أساس دلائل علمية قوية وحقائق واقعية جامعة وشاملة، بل سبقه عُنْفه وعُدوانيته الغير المبررة في الإساءة الى مؤسسات المجال الروحي  والأمني لكل المغاربة. والتشكيك في قيام مؤسسة " امارة المؤمنين " بدورها وارتفاع الفساد بشكل مهول بالمغرب يجعله غير أهل لإستحقاق لإمارة المؤمنين التي يشبببها "بالعصى السحرية "...!

و سيصل "فرحان" الى دِرْوة نشوته و"جُنُون العظمة"  بقوله  "لا نريد إمارة  المؤمنين التي تعطي كم هائل من المساعدات للدول الأخرى و الشعب المغربي يفترش أرضا في مستشفى مراكش...."

أولا ، الصورة فيها الكثير من السخرية ، فلا يمكن القول ان كل الشعب المغربي اكثر من 30  مليون نسمة، يفترش أرض مستشفى مراكش. ثانيا، كل الديمقراطيات العالمية تقوم بما يسمى  "بديبلوماسية المساعدات" وحتى الفقيرة منها. فقد شاهدنا ألبانيا  وكوبا  الفقيرة ترسل أطباءها لإيطاليا المصنعة والقوية وغيرها.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو، كيف لمهاجر مسلم يعيش في بلد أوروبي حيث الحانات والملاهي والمراقص ودور القمار و شواطئ خاصة بالعُرِي وحقوق فردية للشواذ وللملحدين..و..وغيرها من هذه المسلمات العادية في الحياة اليومية  للمجتمعات الغربية، أن يخرج  في نفس المنشور بقول خطير "نريد تطبيق نصوص الشريعة الإسلامية في كل شيء..."

أولا، من أنتم ؟ ومن تكونوا ؟  ثانيا، أين تُريدون تطبيق نصوص الشريعة الإسلامية ؟ هل في إيطاليا حيث يوجد الفاتيكان وفي باقي الدول الغربية المسيحية أم في المغرب البلد المسلم السني المالكي وحيث إمارة المؤمنين ؟ ثالثًا، ماذا تقصدون  ب "في كل شيء..."؟

ان هذه التساولات تحمل رسائل خطيرة ضد كل مبادئ العيش المشترك التي يحملها مشروع التدين المغربي المالكي المعتدل لكل مغاربة العالم. وتميل لتغليب كفة كل تيارات التطرف والداعشية والوهابية الجهادية.

إن محاولة الهجوم على إمارة المؤمنين، هو هجوم غادر على كل المغاربة بما فيهم مغاربة العالم. لأن هذا الهجوم فيه مساس مقصود  و "مخدوم" بالأمن الروحي و السياسي لكل المغاربة ولكل افراد مغاربة العالم.

لذلك فلا غرابة اذا سمعنا عن رفع دعاوي قضائية من طرف مغاربة العالم ضد المدعو "فرحان" وشركاءه. أو استدعاءه الى مكتب وكيل الجمهورية الإيطالية للجواب عن  قوله "نريد تطبيق نصوص الشريعة الإسلامية في كل شيء..."

لم و لن ينجح السيد فرحان في النيل من مؤسسة إمارة المؤمنين. لأنها أعرق و أقدم بكثير من مؤسسات أولياء نِعمته. كما انها المؤسسة التي شكلت لقرون عديدة ضامنة للاستقرار السياسي المغربي وضامنة للامن الروحي وللُحْمَة التماسك المجتمعي.

و أخيرا نُخْبر السيد فرحان، اننا نتوفر على نسخة من مقاله  "الملغوم" والمَاس بمؤسسة إمارة  المؤمنين والذي قام بحذفه بعد دقائق من نشره.

رأي