شارية لزيان: "كهنة المعبد" سيأخذونك الى مزيد من الفشل

الكاتب : الجريدة24

02 يناير 2021 - 02:00
الخط :

إسحاق شارية

بعد ان اجتمع شمل كافة مناضلات ومناضلي الحزب المغربي الحر، حول مؤسسته العليا المتمثلة في المجلس السياسي، وبعد مصادقة كافة التنسيقيات والفروع المحلية للحزب على مخرجات وقرارات المجلس المتخذة في اجتماعه يوم 26 دجنبر 2020 المنعقد بالرباط، سواء منظمة الشبيبة الليبرالية، أو فروع وتنسيقات الحزب في جهة العيون الساقية الحمراء، الدار البيضاء الكبرى، تطوان طنجة، مراكش ترانسيفت الحوز، او درعة تافيلالت، وآخرها تنسيقية القنيطرة.

لم يعد هناك من كلام ليقال سوى ضرورة الانخراط الفعال في إعادة بناء الحزب والتنظيم الجيد لمؤتمره الوطني الاستثنائي، المزمع انعقاده في أقرب الآجال.

ولكن للأسف لازال النقيب محمد زيان متشبثا بكرسي المنسق الوطني رغم كل هذا وذاك وكل الارتدادات ورغم علمه ان تشبثه لا يزيد تنظيمنا الا انشقاقا وصراعات، دأبه في ذلك دأب كافة شيوخ السياسة في العالم العربي الذين يرفضون رياح التغيير وطموحات الشباب ويتشبثون بالكراسي الى حين اقتلاعهم منها بالقوة.

إن العقل السياسي العربي للأسف لازال يخلط بين التنظيم الحزبي وضرورة قيامه على الديموقراطية الداخلية والتداول على كرسي رئاسته، وبين شيخ القبيلة او شيخ الزاوية حيث يتحول المناضل من شاب طموح إلى مريد يقبل وينحني على رجل الشيخ ليأخذ البركة ويقبل بهرطقاته وتنبؤاته مهما كانت تافهة وغير واقعية.

لقد كان لدعوة النقيب محمد زيان بضرورة قيام المغاربة بثورة بيضاء بالغ الأثر على نفوس شباب وشابات الحزب وتنسيقياته وفروعه، حيث قرروا ومنذ سماع النداء لها تنظيمها داخل حزبهم أولا ليكونوا مثالا يحتذى به في الثورات والانتفاضات على التسلط والديكتاتورية، عملا بقوله تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم.

وعليه فإن ما نسمعه هنا وهناك حول مناورات بئيسة يسعى السيد النقيب الى القيام بها لإثبات شرعية مفقودة سواء من خلال تاسيس منظمة شبابية وطنية جديدة بعد ان انضمت المنظمة الوطنية الوحيدة والشرعية إلى الحركة التصحيحية والمجلس السياسي،

أو من خلال عقد اجتماعات وهمية واختلاق مجلس سياسي جديد غير مصادق عليه لدى السلطات، بعد أن رفض المجلس السياسي الرسمي والوحيد كافة قراراته وبلاغاته، فبالإضافة الى أنها تصرفات غير قانونية وتنزل منزلة الزور،

فإني أراها للأسف الشديد مبادرات تسيء لوجه زعيم سياسي كان الأولى والأحرى به أن يستمع لنصائح محبيه ومناضليه الشرفاء الذين نصحوه في مكتبه بكل صدق وموضوعية أن يترجل عن كرسي رئاسة الحزب بكرامة وشرف بعد زلزال الاستقالات الذي أصابه،

ويبقى الزعيم المؤسس، والأب الروحي والموجه والناصح لكافة المناضلات والمناضلين مدى الدهر، غير أن ما يفعل تنفيذا لاستشارات كهنة المعبد، وعبدة الأصنام، لن يأخذه إلا الى مزيد من الفشل والاحتقان والعزلة بينه وبين المناضلين، وهو ما سيدفع بهم إلى محو تاريخه في الحزب على مدى عشرين عاما بمجرد نجاح ثورتهم البيضاء.

رأي