" بنات العساس" إشراقة ضوء تحولت من التلفزيون الى مواقع البحث سنة 2021

الكاتب : الجريدة24

01 يناير 2022 - 10:20
الخط :

مراد العشابي

الانتقال من سنة إلى أخرى ، ومن ضفة غادرناها باهوالها وانزلاقاتها وبعض اشراقاتها،  إلى ضفة جديدة لم تتوفر لنا كل المفاتيح لفك شفراتها، يستدعي منا تبني تقليد النقد الذاتى بعد أن تتبخر ادخنة الاحتفال ، فغالبا ما تغيب ثقافة الاعتراف عن حياتنا الفنية التي نختار لها المسالك السهلة فبغض النظر عن الاحباطات والأخطاء مهما بلغت جسامتها مفضلين التشبث بمقولة " عفا الله عما سلف " السائدة في مجالات أخرى إلى حد التخمة والابتذال.

كان علماء العرب قديما يطلقون إسم  " الجمهور " على المذاهب التي تقول بنفس الرأي، لكن ماذا عن الجمهور المغربي الذي يستهلك المادة الإعلامية والدرامية والفنية بصفة عامة ، وما هي الميكانزمات التي يعتمدها  الجمهور المغربي لكي يجمع على متابعة  عمل ما في رمشة عين ودون سابق تنسيق  سواء عبر التلفزيون او عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟؟

نبدأ بنقطة الضوء، فمنذ أيام قليلة فقط كشف محرك البحث العالمي " غوغل " أن المغاربة بحثوا خلال سنة  2021 بالدرجة الأولى عن مسلسل "بنات العساس" الذي عرضته القناة الاولى ونفذت انتجه شركة "ديسكونيكتد" وهو المسلسل الدرامي المتميز  الذي حطم كل الارقام في نسب المتابعة سواء عبر "ماروك ميتري" أو عبر موقع "يوتيوب" وهذا دليل على ان الجمهور يبحث دائما عن المحتويات الجيدة، وهذا اعتبره كثيرون بمثابة إستفتاء شعبي نتائجه غير قابلة للطعن أو الاستئناف.

هذه هي القمة فلماذا لا نتحدث عن الحضيض، من كوارث هذه السنة أن عدد من "اشباح" مواقع التواصل الاجتماعي تمكنوا من خلق الحدث من اللاحدث، وهم يتعمدون نشر الاشاعات والاكاذيب حول الفنانين، حيث "قتلو " نور الدين بكر و قبله عبد القادر مطاع وعبد الرؤوف وسعاد صابر ومحمد الخلفي وغيرهم من الفنانين الذين يعيشون بيننا دون ان ينتبه اليهم احد، وليست هذه هي المرة الأولى التي يكتوي بها هؤلاء بنار الإشاعة المغرضة، اذ مع  مرور الوقت إمتلكوا نوعا من الحصانة ضد مثل هذه الإشاعات، هنا اتذكر المثل القديم الذي يقول "الإشاعة يؤلفها الحاقد وينشرها الأحمق" وفي عصرنا هذا الإشاعة يطبخها الحاقدون والحاسدون وتنشرها وسائل التواصل الإجتماعي بدءا من الفيسبوك ومرورا عبر "انستغرام" وصولا إلى "اليوتيوب".

وعرفت هذه السنة ايضا حربا في أوساط الأغنية الشعبية  إنتقلت إلى صيغة تبادل الشتائم على مواقع التواصل الإجتماعي، ولم يسلم فنانون آخرون من نار الوقيعة إنطلاقا من تفاصيل صغيرة تتحول إلى كرة ثلج سرعان مايتعاظم حجمها.

والمثير أن بعض المبتدئين والمبتدئات في مجال الغناء بوجه خاص لم يجدوا مسلكا لإحراز شهرة "الكوكوت مينوت"سوى ترويج الإشاعات عن أنفسهم فيما الواقع يثبت أن هؤلاء هم مجرد إشاعة في حد داتها ، صدقوها وصدقها بعض الأتباع الفيسبوكيين.

وقد صدق الستاتي حين قال " واش 30 سنة ديال الشهرة بحال 4 أيام ديال الفيسبوك" ؟ في إشارة واضحة لمن بنوا مجدهم عبر خلق نزاعات ومشاهدات وهمية من أجل إيهام أنفسهم "وجمهورهم" الإفتراضي بأن نجمهم سطع في الأعالي وبأن لهم "جيوشا" تقف إلى جانبهم وتصد عنهم الهجمات الذين إقتحموا المجال الفني بدون موجب ولا إستحقاق ، وكل رصيدهم الحديث عن المعجبات أو الإدلاء بتصريحات مسمومة ضد مغنيات أخريات قطعن أشواطا هامة في الميدان وحققن سمعة مستحقة وترفعن عن رد الصاع صاعين.

من جهة اخرى،  نهجت المبتدئات نهج موضة مصرية تتمثل في أن بعض المحامين المغمورين الباحثين عن الشهرة بأي ثمن يرفعون دعاوي قضائية ضد فنانين كبار أو روائيين متميزين أو باحثين في العلوم الإنسانية تتميز أعمالهم بالجرأة، وذلك بمبررات واهية عادة ماترفضها المحاكم جملة وتفصيلا ، فيما المحامون اللذين لم يربحون القضية ربحوا شهرة موسمية بعد أن ترددت أسماؤهم في الصحف والقنوات التلفزية.

الجيش الإلكتروني حر في قناعاته الذاتية وتوجهاته، لكن لا شيء يبرر طموحه العارم إلى صنع الرأي العام المغربي على هواه وتلبيسه لبوسات غريبة عن تاريخه وحضارته ومرجعياته لعله يتحول إلى كائن سلبي شعاره"شوف وسكت".

آخر الأخبار