ما بين صحيح "مسلم" الموجه لفوق 20 سنة وراوية " المسلم" الموجهة لأقل من 16 سنة

كاتب مطل على الخمسين غير معروف عند المثقفين وقوم الكتاب والروائيين، قادم من بلاد الحجاز، يصنع الحدث في معرض الكتاب بالعاصمة الرباط.

فجأة تصدر اسمه أعلى محركات البحث، بعد أن حج إليه آلاف من تلامذة المدارس بالمغرب على أمل الظفر بتوقيعه على رواياته اقتنوها من المعرض.

"تراند" معرض الكتاب بالرباط هذه السنة كان هو أسامة المسلم، سعودي الجنسية، قبل 9 سنوات لم يجد من ينشر له أولى رواياته، فاستمر في النشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

اوصل رصيده من الرواية 34 رواية، واختار جمهوره بعناية فهو لم يستهدف الفئة العمرية فوق 20 سنة، وهو المطل على الخمسين.

استثمر هذا الروائي المهووس بكتب الخيال العالمي والفنتازيا الروائية والعوالم الغيبية، في فئة المراهقين الأقل من 16، ليجعل منهم جمهوره المستهدف وليقدم لهم طابقا أدبيا مما يشتهونه ويقبلون عليه، بعيدا عن الرقابة الأبوية.

اتبع هذا الكاتب الذي كسر جميع القواعد والتقاليد المرعية عند فئة المثقفين، نفس الأسلوب الذي تنتهجه منصات  مواقع التواصل الاجتماعي التي بنت استراتيجياتها التسويقية على استهداف فئة المراهقين.

وابتعد كليا عن جمهور "الناضجين" ممن "لا يعجبهم العجب او الصيام في رجب" وخط لنفسه مسارا مختلفا عن باقي الكتاب والأدباء والروائيين، ممن كفروا بالكتابة والكتاب.

وهو الكاتب " المسلم" ممن كانت بلاده تغرق معارض الكتاب بالبيضاء قبل ان تستقر بالرباط، بمؤلفات  عذاب القبر وبالكتب التي تهدى ولا تباع، ليقدم وجها مشرقا عن بلاد الحرمين مختلفا عن ما ألفناه في السنوات الخالية، وليكون وسيلة من القوة الناعمة التي تعول عليها السعودية لتصدر المشهد في الوطن العربي بعد أفول.

ما صنعه هذا الكاتب المطل على الخمسين، ليس وليد الصدفة بل هو ثمرة عمل دؤوب للمملكة العربية السعودية التي أعلنت عن عدة مشاريع تساعد للوصول لأهداف خطة السعودية 2030

أغلب هذه المشاريع تموّل من صندوق الاستثمارات العامة، تسلط المشاريع الكبرى الضوء على جهود المملكة نحو التنويع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وتعد الجوهر المحوري لرؤية السعودية 2030.

السعودية رصدت لهذه الأهداف مئات الملايير من الدولارات، وبحسب اخر تقرير عالمي يخص القوة الناعمة حققت السعودية المركز الـ19 من بين 121 دولة حول العالم، لتتجاوز عدة دول كان لها جهود جيدة في القوة الناعمة وهي: قطر، تركيا، فنلندا، سنغافورة وبلجيكا.

لقد كانت السعودية ودور نشرها تنفق بسخاء لطبع صحيح مسلم الموجه للفئة العمرية فوق 20 سنة، لكنها لم تبدل أي مجهود مالي إضافي على الكاتب أسامة " المسلم" الذي استهدفت كتابته جمهور اقل من 16 سنة.