موت نصر الله موت لمحور الممانعة وهزيمة إستراتيجية لإيران

بإعلان الجيش الإسرائيلي تصفية الرجل الأول في التنظيم الشيعي حسن نصر الله، تكون صفحة كاملة من تاريخ ما يسمى بمحور المقاومة قد طويت
إيران تتناقش حول كيفية التصرف، وحزب الله يلعق جراحه
بعد 18 عاماً، لقي حسن نصر الله مصرعه بعد ان تم استهدافه بـ 60 إلى 80 طنًا من القنابل
مات نصر الله مثل السحلية في عرينها. وليس من الواضح ما إذا كان قد بقي منه أي شيء ليدفنه.
هذا الحدث، إلى جانب جميع العمليات المدهشة التي كانت إسرائيل مسؤولة عنها (أو المنسوبة إليها) في الشهر الماضي، سوف يتردد صداها في الشرق الأوسط لسنوات عديدة قادمة.
حزب الله في هذه الأثناء لم يسبق له أن تعرض للضرب بهذه الكيفية المذلة
ليس لديه قيادة، ليس لديه "كبار الضباط"، ليس لديه قادة، لقد فقد مئات المقاتلين والآلاف من كبار السن فقدوا عددًا لا بأس به من أطرافهم.
وهو مكروه في لبنان،اما إيران صانعته فهي مصدومة بـ "حلقة النار" التي بنتها بالشرق الأوسط، وعدد غير قليل من العيون في العالم، تنظر إلى كل هذا بذهول.
كشفت هذه التطورات الأخيرة ان محور ما يوصف بالمقاومة والممانعة مجرد فزاعة من ورق.
حزب الله الذي سوق نفسه بكونه قادر على خلق توازن عسكري مع إسرائيل وانه بمقدوره أن يحقق معادلة الردع اتضح ان هذا الردع لم يكن سوى مجرد رضع.
أثبتت هذه التطورات زيف الشعارات التي كان يرددها محور ما يسمى بالممانعة، وان مزايدتهم على باقي الدول العربية والجيوش العربية التي خاضت مواجهات مع إسرائيل وخلفها المحور الغربي لم تكن ذي موضوع.
الهالة التي أحاط بها حزب الله نفسه منذ اندلاع حرب غزة التي تقترب من سنتها الأولى، اتضح انها غبار فاتر.
التطورات الأخيرة وطريقة إدارة نصر الله للمعركة مع الجانب الإسرائيلي كشفت مدى الارتباك الذي كان يعيشه الرجل، الذي اتضح انه ما زال يعيش على إيقاع نشوة انجازات مواجهات 2006.
إيران التي تدعم الحزب وتقف خلف ما يسمى بمحور المقاومة والمهندسة الفعلية لما سمي بوحدة الساحات، غير قادرة على تأمين حتى ضيوفها الذين يغتالون داخل حصونها.
أهم النتائج التي يمكن ان تترتب عن تطورات الأحداث الأخيرة التي تشهدها ساحة لبنان، هي بدون شك هزيمة إستراتيجية لمحور إيران ومشروعها في المنطقة.
أمام اللبنانيين فرصة لطي هذه الصفحة التي هيمن فيها مكون شيعي مرتبط بإيران على المشهد وتسبب في معاناة كامل أبناء البلد.