اغتيال نصر الله شبيه بـ "باب الحارة" مات البطل لكن ماذا عن السلسلة؟

بعيدا عن الانتشاء الإسرائيلي باغتيال حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني، برزت مواجهة أخرى بين جمهورين متقابلين، الأول متماهي مع السردية الإسرائيلية والثاني مؤيد للمقاومة "منتصرة" و"منهزمة".
ولعل السؤال الذي تردد طيلة الفترة التي تلت العملية التي كادت تقسم ظهر الحزب الشيعي، هو هل انتهى حزب الله؟
الخروج الأخير لنائب الراحل نعيم قاسم يشي بعكس توقعات الطرف المنتشي بعميلة الاغتيال.
يمكن القول بلا مواربة أن مصير حزب الله ليس بيد إسرائيل، التي استنفدت كامل رصيدها الاستخباراتي حتى وصلت لهذه النتيجة.
مصير الحزب الشيعي بيد من أوجده وصنعه وهو إيران.
لكن ماذا يمكن توصيف سلسلة الضربات الموجعة التي تكبدها الحزب بدءا من العملية غير المسبوقة المتمثلة في التفجيرات عن بعد لأجهزة اتصالات الحزب ومسار اغتيال الكوادر الكبيرة لجناحه العسكري؟
قبل الإجابة عن هذا المشهد ينبغي التوقف عند التوصيف الدقيق لما حدث الذي لا يعدو أن يكون مجرد جهد استخباري غير مسبوق من قبل الجانب الاسرائلي الذي أبان عن مقدورات مبهرة.
وحتى نكون دقيقين فان ما حصل مع قيادة حزب الله، يمكن تشبيهه، بما جرى في السلسلة السورية الشهيرة "باب الحارة".
في الجزأين الأول والثاني برزت 3 شخصيات رئيسية تعلق بها الجمهور وهي على التوالي ابو شهاب وابو عصام والزعيم.
بعد النجاح غير المسبوق للجزأين الأولين من سلسلة باب الحارة الكل راهن على أن الأجزاء المقبلة لن تنجح بدون هذه الشخصيات، لكن المنتج والمخرج كان لهما رأي آخر.
أوكل لكتبة السيناريو باستبعاد شخصية أبو شهاب وبعده الزعيم وغاب ابو عصام عن بعد الحلقات ثم غاب نهائيا عن الأجزاء الموالية لكن السلسلة استمرت الى جزئها 12.
نعم إسرائيل أجبرت إيران على تغيير بطل قصتها حسن نصر الله في سلسلتها "حزب الله" وتغييره في أجزائها المقبلة.
واقع الميدان في الجنوب اللبناني واستمرار انطلاق الصواريخ الموجهة نحو البلدات والمدن الإسرائيلية بنفس الوثيرة المخطط لها، يشي أن مسلسل المواجهة بين الحزب الشيعي واسرئيل مستمر.
ما صرح به رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بكون العملية التي استهدفت حسن نصر الله ستغير شكل الشرق الأوسط هو مجرد انتشاء لحظي للاستهلاك الداخلي.
خارطة الشرق الأوسط يرسمها كبار المتحكمين في العالم وهم أمريكا ومعها الغرب الأوربي والمتنازعين معها الصين وروسيا وحليفتهما إيران.
نعم فصول المواجهة الأولى بين الحزب الشيعي وإسرائيل نتيجتها البادية فيها الغلبة لهذه الأخيرة.
لكن واقع الميدان الذي تراهن عليه إيران لتغيير نتيجة النزال تتحكم فيه عوامل مختلفة.
نحن أمام توجهين عسكريين : مدرسة عسكرية إسرائيلية مدعومة بالترسانة الأمريكية، تقوم على الحروب الخاطفة وصدم العدو وشل مقدورتاته ومن ثمة دفعه إلى الاستسلام والخضوع لشروطها
وبالمقابل هناك مدرسة عسكرية فارسية عريقة قوامها امتصاص الضربات والصبر الاستراتيجي وتمطيط زمن المواجهات العسكرية.
ختاما لا يمكن الجزم من سيفوز في هذه المنازلة طالما أن المعركة مفتوحة على كل الاحتمالات.