أعرور وادعاء الاضطهاد للحصول على اللجوء

الكاتب : الجريدة24

04 أغسطس 2020 - 12:30
الخط :

سعيد البرمكي

سبق ولعبها غيرك يا فتيحة أعرور، أيتها "الناشْطَة" الحقوقية.. ومثل هذه الحيلة لم تعد تنطلي على أحد.. لقد سبقك غيرك ورشق المغرب من فرنسا ومن ثمة ادعوا أنهم مستهدفون من الأجهزة الأمنية وملاحقون لا لشيء سوى لجعل سلطات الجمهورية تمنحهم اللجوء السياسي فوق أراضيها.

وسيرا على نهج من سبق فتيحة أعرور في طابور الخونة، اختارت أن ترفع "البارَّة" مع بلادها مدعية كذبا أنا مستهدفة وأن أفرادا مريبين يتعقبونها، مبدية تخوفها من أن تسقط "شهيدة" قضية تعشعش في عقلها فقط، وهي "نكرة" فطنت إلى من شأن انقضاء صلاحية وثائق إقامتها في فرنسا أن تعيدها قسرا وبالقانون إلى أرض الوطن الذي اصطفت إلى جانب أعدائه.

ما العمل لتجنب كل هذا؟ هكذا برق السؤال في ذهن فتيحة أعرور، ومعه جاء الجواب افعلي ما فعله سابقوك من الخونة كمحمد راضي الليلي، المذيع الذي استفاد من اللجوء في فرنسا بعدما صور نفسه ضحية لأجهزة أمنية جيشت عملاءها وحشدت كل وسائلها لملاحقته وكأنه يقيم الدنيا ولا يقعدها!

ورويدا رويدا شرعت فتيحة أعرور والزمن يداهمها، بسبب دنو انتهاء صلاحية وثائق الإقامة، في الخربشة على حائطها الفيسبوكي، مدعية أنها في "Viseur" السلطات المغربية بسبب مواقفها "الجريئة" وبسبب نصرتها لأمثال عمر الراضي، الصحفي الذي استباح جسد زميلته مستغلا دعم بقايا "رفاق" يدعون العيش على الفتات وهم يغرفون بيمينهم وشمالهم من أموال أجنبية تصرف لهم لغاية يعلمها الجميع.

وبلا شك إن الادعاء بالاستهداف من قبل أشخاص يترصدون ويتربصون بها في فرنسا، لا يستقيم قطعا. لماذا؟ لأن البلد حيث تقيم وكما يوصف بكونه بلد الديمقراطية والحريات، وهو الجمهورية الفرنسية التي حتما لا تندرج ضمن لائحة "جمهوريات الموز"،  لا يتساهل مع المتربصين، فما الذي منعها من تقديم شكاية إلى السلطات الفرنسية تجاه من تراهم يتربصون بها؟

المانع طبعا لم يكن غير أن "الناشْطَة" الحقوقية وصبية بقايا "الرفاق"، تدعي أنها هدف مستهدف وأنها عانت الاضطهاد في بلادها، بما يجعلها تستفيد من صفة اللاجئة السياسية في فرنسا، لكن الأمر كما سلفت الإشارة ليس غير محاولة يائسة لاستدرار تعاطف السلطات الفرنسية، كما فعل العديد من قبلها ممن يعرفون بـ"الحراكة بوراقيهم" الذين يستغفلون الجميع ويغتنمون الجهل المتفشي لدى البعض بألاعيبهم لتحقيق مأرب الحصول على إقامة دائمة في فرنسا مقابل الطعن في البلد الأم.. وهذا أهون بكثير على من عاهد أعداء هذا البلد على خيانته.

لكن هل فرنسا بريئة وبالتالي يمكن التغافل عن تخويلها حق اللجوء السياسي لمن اصطفوا ضد بلادهم من المغاربة؟ بالطبع لا. فالسلطات الفرنسية ليست بالسذاجة بما كان لتنطلي عليها حيل هؤلاء الخونة، ورغم ذلك لا تتردد في تمكينهم من مرادهم، وبالتالي فهي متواطئة بكل أجهزتها في هكذا مكائد ينصبها الخونة لبلادهم في بلد يشاع أنه ينتصر للقضايا الإنسانية.

إن فرنسا وبلا تردد في القول تتبنى مع المغرب سياسة الأكل مع الذئب وذرف الدموع مع الراعي، فتدفع بأنها انتصرت لخونة مغاربة انسجاما مع "قيمها"، لكنها تضرب كل هذه القيم عرض الحائط متى تعلق الأمر بالابنة البارة الجزائر، حيث العسكر هناك يعيث الاضطهاد وسط الحقوقيين الجزائريين وتتكفل فرنسا بالتغطية عليهم، أو اصطياد طرائدهم فوق أراضيها كما حدث مع أمير بوخرص، المعروف بـ"ديزاد".

إن تعامل فرنسا مع المقيمين على أراضيها من الجزائريين الذين يواجهون النظام القائم في الجارة الشرقية هو غير تعاملها مع نظرائهم المغاربة، فهي تعمل ضد معارضي العسكر بقبضة من حديد، لكنها سرعان ما تلبسها الحرير كلما تعلق الأمر بالمغاربة الذين يدعون كذبا النضال ويتهمون زيفا المغرب باضطهادهم.. فعلا في الأمر ما يبعث على التساؤل.

آخر الأخبار