بنشماش يقر بفشل مشروع حزبه ويعلن: وصلنا لمفترق الطرق

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

05 مايو 2019 - 04:31
الخط :

تحولت كلمة حكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، التي ألقاها اليوم الأحد خلال أشغال الدورة الرابعة والعشرون للمجلس الوطني للحزب، إلى خطاب لجلد الذات ونقد المنهجية التي اشتغلت بها قيادة الحزب في السابق وحاليا.

وأقر حكيم بنشماش بأن حزبه يعيش أزمة تنظيمية حقيقية في المرحلة الراهنة. وقال في ذات الاجتماع، الذي انعقد بقصر المؤتمرات سلا (الولجة)، "بدون لف أو دوران أقربأننا نعيش أزمة بمعنى من المعاني".

وشدد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة على أن "إحدى أكثر مظاهر الأزمة بروزا هي المسألة التنظيمية"، في إشارة إلى الشرخ والانقسام الحاد الذي يعيشه الحزب على مستوى القيادة والقاعدة على السواء.

وفي سياق إقراره بفشل مشروع حزب الأصالة والمعاصرة قال بنشماش "اعتقدنا بأن نجاح مشروعنا يتوقف على عدد ناخبينا ومنتخبينا أساسا، مطمئنين إلى أن مجرد صعود مؤشراتنا الرقمية كاف لضمان استمرار المشروع. ونسينا او تناسينا أن أهم ما في الجسد ليس هو الهيكل بل الروح الكامنة فيه، هو الطاقة التي هي أوكسجين النضال اليومي المثابر بين الناس في فضاءات العمل وكل فضاءات التواجد الاجتماعي".

وأوضح أن سبب فش المشروع في تقديره هو "فتح أبواب الحزب على مصاريعها لكل من هب ودب في عالم كسب الأصوات الانتخابية مهما كان الثمن وتقاعسنا عن البحث النظري واحتقرناه وأحجمنا عن التكوين والتـأطير للأجيال الجديدة من الملتحقين بصفوفنا وابتعدنا عن مبادئ الحكامة الجيدة في تدبير أمورنا الداخلية".

وتابع "كما أننا تركنا منتخبينا بلا بوصلة ملائمة في مجال تدبير تحالفاتهم، بل وأساسا في مجال تدبير وحل مشاكل المواطنين، وتخلينا عن وعودنا فيما يتعلق بسياسة القرب".

واعتبر أن المنهجية التي اشتغل بها حزبه "أدت بالمواطنين إلى تشكيل نظرة عن حزبنا لا تشبه في شيء ما وعدناهم به بل هي نظرة تصنفنا اليوم ضمن نفس النسق الحزبي المُرَاد تأهيله كي يتماشى مع المرحلة التاريخية اليوم في بلادنا وفي بلاد الجوار".

ونبه الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة مخاطبا أعضاء حزبه "لست أفشي سرا إذا قلت بأن الحزب يقف اليوم على عتبة مفترق الطرق".

وأضاف "إنني أتحسس وأرى أمامي طريقين لا ثالث لهما: طريق الانحدار التدريجي وهذا ما لا نرضاه ولا نريده وما سوف نكافح من أجل ألا يحدث، وطريق انبعاث جديد وهذا ممكن وممكن جدا ومطلوب بإلحاح شريطة أن نتحمل مسؤوليتنا أمام الله وأمام الوطن وأمام من وضعوا يوما ثقتهم في هذا المشروع".

 

سياسة