أعلام فاس وعلماؤها…عبد الواحد الونشريسي قاضي فاس طيلة 17 سنة

الكاتب : الجريدة24

09 أبريل 2024 - 09:30
الخط :

فاس: رضا حمد الله

توفي العباس الونشريسي نزيل فاس ومفتيها، وظن الجميع أن نجله عبد الواحد لم يرث عنه كثيرا وأنه لا يحسن دروس أبيه الوقفية أو أنه لن يقرب مستواه في الكراسي الوقفية وتدريس المدونة وفرعي ابن الحاجب سيما بالمسجد المعلق بالشراطين لما وصل فاس قادما من تلمسان.

لكنه كذب تخمينات الجميع وسار على نفس نهج والده وتميز كما تميز في دروس الوقفية وأتقن النحو والوثيقة، بل كان حسن الخط لدرجة أنه "كان يكتب لشيخ الجماعة أبي عبد الله ابن غازي، تسبيحاته في ظهر تآليفه، وما كان يحتاج إليه من ذلك، ويقدمه على آخرين" كما ذكر.

وذكر المنجور في فهرسته رواية عن أبو عبد الله ابن غازي، إن هذا الشيخ اعترف له بالنجابة وقبل لابن عينيه ودعا له، لما نزل عن كرسيه في المدرسة المصباحية حيث كان يدرس المدونة، مثنيا عليه باعتباره من أنجب تلاميذه واعتبارا لما بينه وبين أبيه العباس من محبة وصداقة.

ودرس عبد الواحد فوق كرسي بهذا الجامع وجامع القرويين، حيث أطلق على كرسيه في المسجد الأخير بكرسي ابن الأشقر على ما ردده يحيى السراج، بعدما أنشأ هذا الكرسي على يدي أبو العباس أحمد بن الشيخ الوطاسي وخصصه بداية لدراسة الجامع الصحيح للبخاري بشرحه فتح الباري.

وكان أبو مالك عبد الواحد ابن أبي العباس الونشريسي الذي أخذ كثيرا عن والده وشيوخ آخرين منهم ابن غازي، قاضي مدينة فاس طيلة فترة لا يستهان بها قدرتها المصادر ب17 سنة قبل أن يصبح مفتيها بعد الإمام المتفنن العلامة العمدة المحقق الفهامة الخطيب الفصيح الناظم ابن هارون.

وأخذ كثيرا عن شيوخ آخرين منهم يحيى السوسي وأبي الحسن الزقاق وابن هارون، وأخذ عنه آخرون جماعة من قبيل أبو راشد يعقوب بن يحيى اليدري وأبو زيد السلواني وأبو زكريا السراج وعبد الوهاب الزقاق واليسيتني وغيرهم ممن جايلوه ولازموه طيلة فترات زمنية متفاوتة.

وللرجل عدة تآليف حسنة ونظم تلخيص ابن البناء في الحساب وتلك لقواعد الفقه ونظم رائق، إضافة إلى شرحه على ابن الحاجب، كما أن له على البخاري تعليق حسن لكنه لم يتمه، وله أيضا على الرسالة شرح مطول عجيب، وغير ذلك من التآليف والخطب البليغة والفتاوى المحررة.

ونظم عبد الواحد الونشريسي في عدة أمور متعلقة بالفقه وقدم شهادات السماع ومفتوتات البيوع الفاسد، وأفتى في أحوال الأسواق وموانع الإقالة، كما أنه نظم قواعد أبيع شرحها المنجور وشرح على ابن الحاجب الفرعي في 4 أسفار وشرح الرسالة ونظم تلخيص ابن البنا في الحساب.

وله موشحات وأزجال ويحكى أنه كان يهتز عند سماع الألحان وآلات الطرب بشكل يؤكد رقة طبعه عكس صلابته في الدين. وقيل إنه خرج يوم عيد للصلاة بالناس وبعدما تأخر السلطان أبا العباس أحمد المريني، رقي المنبر وقال: "عظم الله أجركم ف صلاة العيد فقد صارت ظهرا".

آخر الأخبار