"المغرب وافريقيا: رؤية ملك".. كتاب يكشف استراتيجية تحركات محمد السادس بافريقيا

تعززت المكتبة المغربية بكتاب جديد أصدره الصحفي والكاتب عبد الله ولد محمدي، استراتيجية التحركات الملكية بافريقيا وجهود الملك محمد السادس بالقارة السمراء، والذي جاء بعنوان، "المغرب وافريقيا: رؤية ملك"، وهو الكاتب الذي جرى تنظيم حفل توقيعه مساء أمس بالرباط بحضور مثقفين وصحافيين.
وأشار الكاتب عبد الله ولد محمدي، إلى أنه اهتدى إلى تأليف الكتاب بعدما عايش الكثير من الأحداث والتحولات التي عرفها القارة السمراء وهو يغطيها بصفته صحفيا، لافتا إلى أن كتابه جسد "الصراع الهائل لعدد من الدول على افريقيا".
وتابع المتحدث في حل توقيع كتابه، قوله إنه في ظل هذا الصراع الدولي على خيرات افريقيا، اختار الملك محمد السادس طريقا آخر في التعاطي مع هذه القارة التي ينتمي اليها المغرب، وتتمثل في إقامة "شراكة بمنطق رابح -رابح"، وليس رابح من جهة واحدة كما تفعل بعض الدول الأولى التي تريد بسط هيمنتها على افريقيا وخيراتها.
واعتبر الكاتب عبد الله ولد محمدي أن المغرب أعطى الأكان لافرييا من خلال المجال الديني المغرب، وتجسد ذلك وفق المتحدث، عبر إقامة معهد محمد السادس لتكوين الأئمة ومؤسسة محمد السادس لتخريج العلماء الافارقة، فضلا عن الدروس الحسنية التي يعقدها الملك خلال كل شهر رمضان ويستدعي لها عددا من الشخصيا والرموز الافريقية للاستفاد منها.
وقال عبد الله ولد محمدي إنه لامس تأثير هذه الأنشطة والآليات الدينية في التعاطي مع افريقيا الافارقة، وتجسد ذلك من خلال تغير مضمون خطب الجمعة في عدد من دول الافريقية، إذ صاروا يلقنون الدروس بلغاتهم المخلية ثم يعودون الى خطبة الجمعة ويتم إلقاؤه باللغة العربية، يضيف الكاتب.
ولفت صاحب كتاب "المغرب وافريقيا: رؤية ملك"، إلى أن النائج الجيدة التي حققتها استراتيجية تعاطي المغرب مع افريقيا، غدت كل دول الجوار تفعل نفس ما يفعله المغرب في افريقيا.
ونوه الصحافي العربي، عبد الوهاب بدرخان، في تقديم الكتاب بهذا الحفل، بالجهود التي قام بها الكاتب عبد الله ولد محمدي، لبسط جهود المغرب والملك بالخصوص في افريقيا.
واعتبر الكاتب الصحفي ذاته، الذي قام بتحرير تقديم للكتاب، أن "الكتاب لفت إلى أن للعلاقات الاقتصادية بين المغرب وافريقيا حاضر ومستقبل، لأن المغرب يطرح نفسه شريكا ملتزما وذا مصداقية".
محمد بوخزار، الكاتب الصحفي المغربي، الذي حضر ذات حفل توقيع كتاب الكاتب عبد الله ولد محمدي، نبه إلى ن ما يميز الكتاب كون كاتبه شهد وغطى حروبا وصراعات كثيرة في افريقيا، وبسط الكثير من التحولات بالقارة ولاسيما التحركات ملك المغرب "بأسلوب فيه الكثير من المزحة الادبية والصوفية، حتى إني وصفته في تقديم كتاب "المغرب وافريقيا: رؤية ملك" بالكاتب الشيخ عبد الله".
وأشار محمد بوخزار إلى أن "عبد الله ولد محمدي، شخصية معروفة بشكل كبير في الكثير من الدول الافريقية، سواء من عامة الناس أو المثقفين أو الساسة".
ولفت الكاتب الصحفي ذاته إلى أن عبد الله ولد محمدي نبه في كتابه إلى أن الملك محمد السادس توجه إلى القارة السمراء بخريطة طريق واضحة، من خلال المشاهدة البصرية لواقع افريقيا والرؤية الذهنية الثاقبة التي تستكشف المستقبل".
وتابع أنه بفضل رؤية الملك، عاد المغرب إلى افريقيا بطريقة متدرجة وبرؤية متبصرة، للتصالح مع القارة، وتوج هذا الجهد في اديس ابابا سنة 2017 وذلك بتصحيح المغرب للخطأ التاريخي، وذلك بالعودة إلى الاتحاد الافريقي.