جريمة خارج رقابة كاميرات وعيون اتصالات المغرب

الكاتب : الجريدة24

04 أبريل 2022 - 06:00
الخط :

أمينة المستاري

عرف عبد الغني، موظف وكالة اتصالات المغرب، بالرجل الهادئ، التحق بالعمل في هذه الوكالة الجديدة المتواجدة بالقرب من فندق ومطعم لابيركَولا بالدشيرة الجهادية، وطيلة عمله، عرف بدماثة خلقه، فهو الأب لأطفال صغار، لا يتشاجر ولا يحشر أنفه فيما لا يعنيه، اعتاد التوجه إلى عمله في الصباح الباكر، والعودة منهكا في كل مساء، لكن روحا مرحة كانت صفته رغم التعب، فعندما يعود يعانق أطفاله ويلاعبهم.

يوم الأربعاء الثاني من فبراير2011، استيقظ عبد الغني، كالعادة وتناول فطوره ثم ارتدى ملابسه قبل أن يودع زوجته ويتوجه إلى عمله. ساعات من العمل المضني بالوكالة مرت دون ملل.

رغم الانتهاء من العمل، بقي عبد الغني داخل الوكالة ليسوي المهام التي تراكمت حوله، وهو منهمك هناك بمكتبه، فوجئ بمجهول يقتحم الوكالة، ويهاجمه في رمشة عين، حيث وجه له بطريقة "النينجا" بضربات بواسطة آلة حادة وثقتها الكاميرات الموجودة بالوكالة، فيما اختفت الأموال التي كانت بالوكالة وكذا الهواتف النقالة وبطائق الائتمان. تسلل الجانا إلى داخل الوكالة ولا يعرف هويته فقد كان مقنعا، وربما كان يتتبع خطوات الموظف وتوقيت خروجه وبقائه بمفرده، وبعد أن أردى القاتل عبد الغني قتيلا، ينزف دماءا، قام بالبحث في الأدراج واستولى على الأموال التي كانت بها، ثم توجه ليحمل معه الهواتف وبطائق التعبئة.

في صباح اليوم الموالي، حضر عنصر الأمن الخاص إلى الوكالة، وبمجرد دخوله صدم لهول ما شاهد، عبد الغني ملقى على الأرض مدرجا بالدماء المنتشرة، بينما الدواليب والأدراج مفتوحة، واختفت كل الهواتف والأموال...

قام الحارس بالاتصال بمسؤوليه فحضروا على عجل، فيما استنفرت العناصر الأمنية التي حلت بعين المكان، مصحوبة بالشرطة العلمية.  مشطت المكان وحملت كل العينات التي يمكن أن تقود إلى الجناة.

رفعت الشرطة العلمية البصمات بكل مكان داخل الوكالة، وتم الرجوع إلى تسجيل الكاميرات، لكن يبدو أن الجناة لم يتركوا أثرا يقود إلى معرفة  هويتهم. حتى الهواتف والشرائح المسروقة لم تعط أي معلومات تقنية قد يستغلها المحققون في البحث، للتعرف على الجناة.

عديديون يتساءلون كيف نجى الجاني وسط وكالة بمدخل الدشيرة الجهادية بمكان لا ينام، حركته دائمة، ويتساءلون كذلك، ألم يصرخ عبد الغني أو يستغث، الم يظهر الجاني وهم يخرج، وهل تعطلت كاميرات الوكالة وكل الكاميرات المنتشرة بعين المكان، ألم تسمع عن قرب أفعاله التخريبية وهو يعبث بالدوالب والرفوف؟

جريمة بقيت مجهولة بعد 11 سنة على وقوعها، لم يتبين هل كان دافعها هو السرقة، بدليل أن الجاني حمل مجموعة من التجهيزات لا سيما الهواتف النقالة وبطاقات التعبئة، غير أن الأبحاث التقنية تكشف من جهة أخرى أن الجاني استعمل السرقة فقط للتمويه على فعلته، وإلا كان باع المسروقات من هواتف...، لكن من يكون الفاعل إن لم يكن لصا، فكل معارف عبد الغني تم التحقيق معهم، والبحث الذي أجري حول محيطه العائلي والمهني لم يقد لأي نتيجة.

آخر الأخبار