"بنت صفرو" ...قتلت وفصلت أطرافها والمجرم يظل مجهولا

الكاتب : الجريدة24

06 أبريل 2022 - 09:30
الخط :

أمينة المستاري

لم يستثنى الأطفال من جرائم التقتيل والاعتداءات الجنسية. أخبار شبه يومية عن اختطاف أو قتل طفل، بعد اعتداء جنسي أو لسبب آخر. أشلاء أطفال تعرضوا للاعتداء ولإخفاء الجريمة تعرضوا للقتل ورميت جثثهم أو بقاياها في أماكن مهجورة.

تغيرت يوميات صفرو...المدينة التي انهمكت في ترتيبات مهرجان حب الملوك، وعكر جوها الخبر المشؤوم، فبعد أربعة أيام من اختفائها، عثر على أشلاء طفلة في السادسة من عمرها في الإثنين الأول من شهر يوليوز2017.

خرجت الطفلة الصغيرة، بشعرها القصير المجعد وفستانها الوردي، للعب مع صديقتها أمام بيت بيتها بحي القصبة بالمدينة القديمة، لكنها اختفت في لمح البصر من طرف مجهولين اختطفوها، وأعادوها جثة وأشلاء وألقوا بها تحت شجرة بحي حبونة، غير بعيد عن أحد محلات لغسل السيارات.

بعد اختفائها أو اختطافها بالأحرى، عانت الأم والأسرة ككل، فهي الطفلة المحبوبة من الجميع، بريئة تملأ البيت بضحكاتها ولعبها، بحث الجميع عنها في الحي وخارجه، قبل أن تهرع الأم إلى مقر الشرطة للتبليغ عن اختفاء طفلتها، بل ونشرت صورتها بالمدينة وعلى صفحات التواصل الاجتماعي.

لم تكن الأم تنام إلا بصعوبة، ففلذة كبدها اختطفت ولا تدري مصيرها هل هي حية؟ هل تعرضت للاعتداء؟ وعايشت الساكنة معاناتها وألمها وصدمتها.

القضية اكتنفها الغموض منذ البداية، تعددت الخيوط وتشابكت، وتوسعت عملية البحث عن أي دليل، فالأشلاء كانت مقطعة بشكل ينم أن الجاني أو الجناة محترفون، فقد قاموا ببتر عضوها التناسلي حتى لا يتم اكتشاف جنسها، كما تم حرق وجهها حتى لا تعرف هويتها، بينما لم يتم العثور على يديها ورجليها حيث يرجح أن يكون الجاني أو الجناة قد تخلصوا منها خارج المدينة، لمحو أثر بصماتها، فقط ثوبها الوردي مكن الأم من التعرف على أشلاء ابنتها.

لم تتوقف الأبحاث واستنفرت ليس فقط الوحدات الأمنية بصفرو، بل انضم للعملية ضباط الشرطة القضائية بولاية أمن فاس على خط التحقيق.

أول الخيوط قادت إلى حارس موقف السيارات بحي حبونة،  اعتبر المشتبه  به الأول في القضية، تم إيقافه من طرف دورية، إثر ضبطه رفقة سيدة متزوجة بمنزله يمارسان الجنس، لكن وبعد التحقيق معه تبين أن ليست له أية علاقة بالقضية.

كما حامت الشكوك حول مشتبهين بهما كانا في دائرة الضوء، وتم الاستماع إليهما قبل إخلاء سبيلهما.

حيرة انتابت المحققين، وبدأ الغموض يلف القضية ويصعب من مهمتهم، كما طرحت مجموعة من الفرضيات حول سبب الاختطاف والقتل، هل هو اعتداء جنسي؟ أم اختطاف من أجل استخراج الكنز، وكيف تم نقل الأشلاء دون أن ترصد إحدى الكاميرات المتواجدة بمحل غسل السيارات حركة مريبة؟؟

الأم المكلومة لم تكن تقوى على التواصل مع الغير، ظلت لفترة غير قادرة على التواصل، فلم تستفق من هول الصدمة إلا بصعوبة، فقد اختفت فلذة كبدها فجأة،  ولم يظهر الجناة رغم ظهور أجزاء من جسدها ولم يعثر على يديها ورجليها.

أثارت القضية علامات استفهام كبيرة وخرجب الساكنة للاحتجاج، للمطالبة بفك اللغز، وتفادت السلطات الصلاة عليها في المسجد، خوف من إثارة سخط الساكنة لعدم التوصل للجاني، لكن لحظات دفن ما وجد من أشلاء عرفت حالة من الحزن والبكاء والصراخ، على فقدان طفلة بريئة من طرف جناة تفننوا في قطع أوصالها بدم بارد ربما انتقاما من أسرتها، أو بدافع استخراج كنز، أو لطمس معالم جريمة اغتصاب...

آخر الأخبار