جرائم غامضة: اختفت في لمح البصر وظهرت بقايا عظام

" جرائم غامضة": نعيمة أروحي...اختفت في لمح البصر وظهرت بقايا عظام

الكاتب : الجريدة24

15 يوليو 2023 - 04:00
الخط :

جرائم غامضة: اختفت في لمح البصر وظهرت بقايا عظام

أمينة المستاري

بأي ذنب قتلت؟ سؤال لطالما طرحه سكان دوار تافركالت بجماعة مزكيطة بزاكورة، بعد مقتل الطفلة نعيمة أروحي، التي لم تتجاوز خمس سنوات، وظل السؤال دون جواب.

نعيمة، اختفت في رمشة عين وظهرت بقايا عظامها وملابسها بإحدى شعاب جبل كيسان المحاذية لدوار تفركالت. قصتها تكاد تشبه قصة ابنة الرحل "خديجة"، وشكل اختفاؤها وظهور بقايا عظامها لغزا محيرا، وأرقت أسئلة حارقة المكلفين بالقضية، هل قتلت نعيمة من طرف الباحثين عن الكنوز؟ أم اختطفت وتعرضت للاغتصاب؟ ...

بدأت الحكاية بدوار هادئ يضم مجموعة من البيوت المتجاورة، الكل يعرف الكل، وفي أحد أزقته تقطن نعيمة، ذات الخمس سنوات مع أسرتها المكونة من أب وأم وأخت. يوم اختفائها، كانت ببهو الدار تلعب برفقة شقيقتها، عندما عادت الأم من  الخارج ودخلت لتغتسل، في تلك اللحظة خرجت الشقيقتان للعب. خرجت الأم من الحمام وبحثت عن الطفلتين لكن لم يظهر لهما أثر، انتظرت قليلا قبل أن تخرج وتستنجد بوالدها للبحث عن الفتاتين.

عادت الأخت الكبيرة إلى المنزل رفقة جدها ولم تعد نعيمة، انتاب الأم خوف شديد وقلق كبيرين. أخبرتها الابنة أنها دخلت إلى فناء أحد البيوت لطلب الحلوى من أهله، تاركة نعيمة جالسة في الزقاق، بعد أن أحست بالعياء، فهي من إعاقة على مستوى رجلها، لكن بعد خروجها وجدها لم يكن للفتاة أثر.

علم الجميع باختفاء نعيمة، لتبدأ عملية البحث في ضواحي الدوار وبالأزقة من طرف ساكنة الدوار، وخرجت الأم تستفسر الجارات عن ابنتها تكاد تجن، فهي التي حرصت دائما على الاعتناء بابنتيها ولم تتركهما يغيبان عن عينيها إلا في تلك اللحظة المشؤومة، أثناء دخلوها الحمام لتغتسل بسرعة.

لم تستثن عملية البحث الجبال المحيطة بالدوار، بل والدواوير المجاورة، القصبات والأضرحة والقصور التي تتواجد بكثرة في المنطقة،

بدا الأمر جديا، فنعيمة لم تكن لتتنقل لمسافة طويلة بسبب إعاقتها، ولم تجد الأسرة بدا الآن من إخبار الدرك الملكي باختفاء الطفلة، وهو ما استجابت له العناصر وانتقلت إلى الدوار فالأمر خطير وإنقاذ الفتاة كان تحديا لهم.، وكان لا بد من الاستعانة بالكلاب المدربة، التي جابت الجبال المحيطة بالدوار شبرا شبرا، لكن دون جدوى.

لم تكف الأم عن البكاء طيلة عملية البحث التي همت المناطق المجاورة، فصورة ابنتها لم تكن تغيب عنها، تفكر فيها وفي حالتها هل تأكل؟ هل تنام؟...كانت تراقب باب البيت وتقفز من مكانها كلما دق الباب وظل أملها معلقا.

بدأت عناصر الدرك عملية البحث بالاستعانة بالكلاب المدربة، وتفتيش كل المنازل فالكل مشكوك فيه إلى أن تثبت براءته. بعد حوالي 40 يوما، عثر أحد رعاة الغنم أثناء تواجده بشعاب جبل كيسان على بقايا عظام بشرية، ذعر لرؤيتها، وفهي تبدو لطفل(ة) صغير، وبعض الملابس بجوارها.

الخبر أثار موجة من الهلع، وانتقلت عناصر الدرك إلى مكان وجود البقايا البشرية، لنقلها إلى مستودع الأموات من أجل الخبرة الشرعية، لتبدأ سلسة جديدة من الاستجوابات وطرح فرضيات حول مقترف الجريمة هل هو باحث عن الكنز؟ أو مريض نفسي اغتصب الطفلة وطمس جريمته بقتلها؟؟...

سلسلة من الاستجوابات والاستنطاقات شملت كل مشتبه به، وتطلب الأمر القيام بتفتيش بيته بالاستعانة بكلاب مدربة، واستدعاء بعض الأشخاص عدة مرات، قبل أن يتم تمحيص اسمين: أحدهما فقيه خمسيني من حفظة القرآن، والآخر ستيني يتحدر من دوار الرباط بأكدز، وقضت المحكمة بالسجن 25 سنة في حقهما، رغم عدم اعترافهما باقتراف الجريمة، أدانتهما المحكمة بناء على بعض القرائن وتصريحات الشهود، كما أن أحد المتهمين اعترف بتعاطيه للحفر  بناء على طلب فقهاء كنوز ويتسلم في كل مرة مبلغا ماليا مقابل عمله وينسحب، فيما حامت الشكوك حول المتهم الآخر الذي  سبق وقصده بعض فقهاء الكنوز وتراجعوا فيما بعد عن نيتهم بعد أن أخبرهم بعد يوم من اختفاء نعيمة، أن طفلة اختطفها فقهاء كنوز، في الوقت الذي لم يكن على علم بذلك سوى أسرتها، إضافة إلى قرائن أخرى كتغييره أرقام هاتفه في كل مرة، لكنه لم يعترف باقترافه الجرم.

ترك مقتل نعيمة حزنا دفينا سيرافق أختها ووالديها مدى الحياة، ويظل السؤال بأي ذنب قتلت؟؟؟.

آخر الأخبار