أعلام فاس وعلماؤها…الرعيني السراج أشهر علماء فاس وفقهائها

الكاتب : الجريدة24

19 يونيو 2024 - 10:30
الخط :

 فاس: رضا حمد الله

يعتبر أبو عبد الله محمد بن سعيد الرعيني، المعروف ب"السراج"، أحد أشهر علماء فاس وفقهائها، بعدما برز بنشاطه العلمي والأدبي وفي مجال الرواية الحديثية. ومكنته رحلته إلى المشرق ولقائه بمجموعة من علمائه، من اكتساب معارف وتجارب حصنت مساره العلمي الممتدة طيلة سنين.

وأخذ الرجل عن علماء المشرق وحمل منهم الكثير من الروايات قبل أن يعود للمغرب ويستقر فيه نهائيا حيث طافه بحثا عن أرباب الإسناد، قبل أن ينصرف إلى التأليف والتدريس وإفادة طلبته بما تراكم لديه من معارف، إذ كان له فضل كبير على مجموعة منهم ذاع صيتهم في وقت لاحق.

ومن أشهر تلاميذ الرجل ذي الأصول الأندلسية المتوفى في 778 هجرية عن عمر يناهز 93 سنة، أبي الوليد بن الأحمر وأبي زكريا السراج النفزي وغيرهم كثير ممن يعترفون لهم بذلك وبه عالما كبيرا مولعا بالتقييد والتصنيف، بل منهم من نقل عنه بعض النوادر على غرار النفزي.

وعقد له النفزي الذي قرأ عليه وسلسل له أحاديثا بشرطها، في فهرسته ترجمة حافلة أحال خلالها على مجموعة من إسناداته الحديثية والأدبية والإخبارية، فكانت "أطول ترجمة في فهرسة السراج"، مسهبا في الحديث عنه وعن تآليفه التي ألفها موازاة مع اشتغاله في التدريس منذ عاد للمغرب.

وتشمل الأعمال التأليفية المتنوعة للرجل، جوانب أدبية وعلمية وكتابة الترجمة، وأفرد ها ابن القاضي حيزا مهما في الجدوة ذكر فيها لائحة من تصانيفه ومنها "تحفة الناظر ومزهوة الخاطر" و"الجامع المفيد في سفرين" و"الرحلة والمغرب في جملة من صلحاء المشرق والمغرب".

وذكر ابن القاضي أيضا المقامات وشرحها، والوعظ والشعر، والقواعد الخمس، والمهاد والاعتماد في الجهاد، وتنبيه الغافل وتعليم الجاهل، واختصار المقدمة لابن رشد، والأسئلة والأجوبة، ونظم مراحل الحجاز... وكلها وغيرها تآليف تبرز اهتمامه بالحديث وأصول الدين والفقه.

كل هذا الاهتمام لم يحل انكبابه على الإبداع واهتمامه بالأدب نثرا وشعرا، فكان له في ذلك مؤلفات منها مقامات أدبية أنتجها ومؤلفه عن الوعظ والشعر وغيرها من المؤلفات التي تكشف وجه الرعيني الأدبي وهو الذي نظم شعره على مسامع تلاميذه ومنهم السراج النفزي.

وكان لاحتكاكه بالشيوخ دور كبير في الأخذ عنهم في المادة الشعرية، سيما أبا الفتح ميمية الذي لقيه وأخذ عنه الشعر، وهذا ما يؤكد درجة تأثره بشيوخه في المغرب وحتى في المشرق لما هاجر ولقي فيه، لحد الحديث عن أن عدد شيوخه فاق الستين شيخا عرف بهم بنفسه.

ومن أشهر شيوخه المغاربة أبو الحسن الصغير وأبو زيد الجزولي وأبو الحسن القرطبي وأبو عبد الله الصنهاجي المفسر وأبو العباس ابن البناء المراكشي، وهؤلاء استكثر من الأخذ عليهم وأخذ عنهم الحديث وأنشدوه الكثير من أشعارهم، وقرأ مؤلفاتهم كما أبو القاسم التجيبي السبتي.         ويمثل التجيني وابن رشيد والصديني قمة الرواية الحديثية بالمغرب في عصرهم، وكان لهم وإياه سابق الرحلة إلى المشرق ولقاء شيوخه ممن دونوهم في برامجهم، حتى أنهم كانوا عمدته في هذه الرواية الحديثية التي طالما أسندها إليهم كلما عرف بها أمام كل من تتلمذ على يديه.

آخر الأخبار