إملشيل: تنسيق بين لجنة اليقظة ودار الأمومة لإيواء الحوامل قبل الوضع وبعده

الكاتب : الجريدة24

14 يناير 2021 - 05:30
الخط :

أمينة المستاري

لفظت سيدة أنفاسها أثناء الولادة بمنزلها الكائن بدوار أولغازي، بمنطقة آيت عبدي، البعيدة عن مركز إملشيل بحوالي 20  كلم، بعد أن أصيبت بتمزق على مستوى الرحم نتج عنه نزيف حاد بعد ولادة تقليدية، مما استدعى تنقل الطاقم الطبي إلى منزل السيدة، وتم نقلها إلى المركز الصحي لكنها لفظت أنفاسها قبل بلوغه.

حادث يتكرر من حين لآخر، لأسباب نفسية، طبيعية...فالنساء ما زلن في تلك المناطق يفضلن الولادة بمنازلهن، بجانب أقاربهن وبمساعدة "قابلة" تقليدية، وترفض مجموعة منهم التنقل إلى دار الأمومة المتواجدة بإملشيل عند حلول موعد الولادة، خاصة بالنسبة للحالات الصعبة التي تستلزم البقاء بهذه الدار 7 أيام قبل الولادة ويومين بعدها.

"العقلية خصها تتغير، والناس خصهوم يقتنعوا أن الحامل خصها تمشي دار الأمومة قبل الولادة حتى تظل تحت المراقبة الطبية، خاصة في فصل الشتاء حيث تزيد قساوة الجو والتساقطات الثلجية من صعوبة تنقل الطاقم الطبي، ويستلزم وقت لإزاحتها أحيانا للوصول إلى منزل حامل اقترب موعد وضعها...كما أن كل دوار يتواجد به متطوع يقوم بالتنسيق مع المركز الصحي في حالة وجود حامل على وشك الولادة أو في وضعية مخاض" تقول حياة ومنجوج، رئيسة جمعية دار الأمومة، بأسف بالغ.

وتتوفر إملشيل على مركز صحي ، يعمل به طاقم طبي مكون من طبيبة مقيمة وطاقم تمريضي منهن "مولدات". ويتواجد قرب دار الأمومة، وهي مؤسسة اجتماعية تساهم في إنشائها وتمويلها وتدبيرها كل الأطراف المعنية بالتنمية المحلية، تتوفر على 12 سرير، تستقبل منذ السنة الماضية النساء المقبلات على الولادة بمعية مرافقاتهن، بعد توجيههن من المركز الصحي بسبب وجود خطر على الحامل في حالة بقائها بمنزلها قبل وقت وجيز من الولادة.

وتقوم هذه الدار بتوفير الإيواء والتغذية، وتتم الولادة تحت المراقبة الطبية في المركز الصحي، وفي حالة حصول مضاعفات في الولادة تنقل المرأة إلى مستوى إسعافي أنجع.

وتقوم لجنة إقليمية لليقظة على رأسها قائد المنطقة ورئيس الدائرة بالنيابة، بالتنقل بشكل دوري إلى الدواوير البعيدة والصعبة الولوج خلال فصل الشتاء، في إطار برنامج "رعاية" الذي يهدف للحد من آثار موجة البرد، بمعية طاقم طبي للكشف المبكر عن حالات الولادة التي قد تشكل خطرا إذا تمت بالمنزل وبطرق تقليدية.

العزوف عن التوجه للمركز الصحي أصبح مشكلا بالنسبة للسلطات والجهات المختصة بإملشيل، مما تطلب معه أحيانا تنقل ممثليها إلى منازل بعض الحوامل، وإرغام الأزاوج على توقيع التزام بنقل زوجاتهم إلى دار الولادة، حتى يتم تجنب مأساة بسبب الولادة التقليدية.

"ترفض النساء البقاء لأيام بدار الأمومة قبل الولادة، رغم أنه يسمح لهن بإحضار مرافقات، ويتم وضع اللوم غالبا على السلطات، فغياب الوعي مشكل بالنسبة لنا جميعا، ويستلزم التعريف بمهام دار الأمومة والخدمات التي تقدمها للحوامل والظروف الجيدة لاستقبالهن إلى حين الولادة وما بعدها لأيام، وذلك بتعليمات من الطبيب" .

تؤكد حياة ومنجوج على أهمية التحسيس حول خطورة الولادة بالمنازل وبالطرق التقليدية، مما تهدد الحوامل سواء بتعرضهن لنزيف إذا تعلق الأمر بولادة مستعصية، وارتفاع الضغط الدموي، ما يكون سببا في وفاتها، إلى جانب أن محاولة "القابلة" مع الحامل عن طريق ولادة طبيعية يؤدي إلى تمزق الرحم وثقب الجهاز البولي "النبولة" أو المعي.

كما تتعرض الحامل للخطر في حالة اختيارها إنجاب مولودها بمفردها، لاعتقادها أن هذا النوع من الولادات يمنح الأم حرية الحركة أثناء المخاض، والشعور بالراحة لكونها في مكان مألوف محاطة بمن تحبهم، إلا أنها قد تتحول إلى تحدٍّ ومخاطرة حقيقية.

مجتمع