أعلام فاس وعلماؤها…بن سودة المري فقيه محدث بارع ومتبحر

الكاتب : الجريدة24

21 مارس 2024 - 10:40
الخط :

 فاس: رضا حمد الله

يعتبر محمد بن سودة المري التاودي، واحدا من علماء فاس الذين تجاوزت شهرتهم المدينة وامتدت إلى أقطار عربية حج إليها وترك فيها بصمته في العلوم الشرعية واللغوية، منذ رحل إلى الحجاز في 1969، في رحلة قادته أيضا لمصر حيث احتك وجايل علماء مسلمين من دول مختلفة.

ولد هذا الإمام الفقيه المحدث البارع المتبحر بمدينة فاس وشب ومات فيها، ومنها فتح عينيه على العلوم اللغوية والشرعية بعدما تعلم فك رموز الحروف والكلمات وتلقى مبادئ القراءة والكتابة في الكتاب قبل التحاقه في 2012 بجامع القروين في فترة عاصر فيها علماء كان لهم فضل عليه.

بهذه الجامعة درس بن سودة المري العلوم الشرعية واللغوية على يد فطاحلتها من العلماء قبل أن ينال شهادة العالمية، دون أن يقف طموحه عند هذا الحد أو يتوقف مساره الدراسي عنده، إذ واصله باجتهاد ونال مجموعة من الإجازات الأخرى التي خولت له الاشتغال وشغل مهام مختلفة.

وعمل الرجل عدلا بالسماط بفاس وبالمحكمة المولوية الشرعية بالدار البيضاء قبل أن يعين مديرا لمدرسة الأمل بفاس فخطيبا بضريح أحمد الشاوي وبعده في جامع الفخارين بالمدينة العتيقة لفاس التي كان له فيها حضور قوي في فترة زمنية طويلة قبل أن يقرر الهجرة بحثا عن إشعاع أكبر.

وأخذ الرجل في بداياته عن مجموعة من العلماء قرأ عليهم المنطق والكلام والبيان والحديث والأصول والتفسير، وألقى دروسا بين أياديهم ومنهم من كان يوده ويسر به ويقدمه على سائر الطلبة لتميزه ومنهم الشهاب أحمد بن مبارك السجلماسي اللمطي ومحمد بناني الناصري.

وكانت لتلك الفترة أهمية كبيرة في تكون شخصية بن سودة ومراكمته الخبرة وكانت استفادته كبيرة من مختلف الدروس التي تلقاها وما قرأه على أيدي كبار العلماء سيما شارح الاكتفاء والشفاء ولامية الزقاق والموطأ وغيرها من أمهات الكتب زاده في طلب العلم والتسلح به.

ومن شدة تعلقه بالعلماء وتعلقهم الكبير به، يحكى أنه لما توفي تزاحم ذوو الجاهات فيمن يلحده في قبره. الاحترام نفسه ناله بمصر لما قدمها وحيث عقد درسا حافلا في رواق المغاربة بجامع الأزهر وقرأ الموطأ بتمامه وحضر غالبية الموجودين من العلماء، فأجاد في تقريره وأفاد الجميع.

ويحكى عنه أن الكثير منهم سمع عنه أوائل الكتب الستة والشمائل والحكم وغيرها، كما في مكة والمدينة حيث لقي مجموعة من العلماء والشيوخ فأجازوه وأجازهم قبل أن يعود إلى مصر ليجتمع بأفاضلها مع ولداه محمد وأبي بكر، اللذين رافقاه في هذه الرحلة طلبا للعلم والإشعاع.

آخر الأخبار