مسؤولون قضائيون يدعون الشباب لحمل رسالة "اللاعنف" اتجاه المرأة

أمينة المستاري
"خصنا نكونوا متفائلين، حنا عندنا ثوابت، وأظن أن المعالجة السوسيوتحليلية لا يمكن أن تعطي رقما حقيقيا للحكم على ظاهرة العنف..." عبارة حاول من خلالها عبد الكريم الشافعي، الوكيل العام للملك باستئنافية أكادير، خلال الندوة الجهوية بمناسبة الحملة الوطنية التحسيسية 17 لوقف تعنيف النساء،التي احتضنتها المحكمة أول أمس الخميس، بعث الأمل في الحاضرين ،وذلك بعد تقديم فاطمة جبور، طالبة باحثة في علم الاجتماع سلك الدكتوراه، تحليلا لوضعية الشباب المغربي ونظرته للعديد من المفاهيم خاصة العنف الذي بدأ يستشري في صفوفه....
وأضاف المسؤول القضائي في تدخله أن العديد من المكاسب تم تحقيقها، في قضية العنف ضد النساء والفتيات، في انتظار إيجاد أرضية قانونية لإيجاد حلول مناسبة وإمكانيات مادية لمعالجة الظاهرة، مؤكدا على أن العلاقات الأسرية المتوازنة كفيلة بخفض نسبة تعنيف المرأة، كما أن إشراك الشاب في محاربة الظاهرة من شأنه تغيير العقلية الذكورية.
وأشار الوكيل العام للملك أن الجهة تحتاج فعلا إلى مركز لإيواء المعنفات وتوفير وعاء عقاري بمعايير مناسبة يحتضنهن، وتوفير الضروريات لخلق أجواء ملائمة للاستماع للضحايا والتواصل معهن، ثم إحالتهن على المستشفى في حالة الضرورة....
وطرح عبد الكريم الشافعي إشكالية الحاجة لتوفير الحماية للزوجة من تعنيف الزوج، والتخوف من إرجاعها إلى بيت الزوجية وإلى حضن الزوج المعتدي عليها، وإمكانية تكرار الاعتداء عليها، وشعور الضحية بمواجهتها لمصير مجهول.
واستعرض يوسف السطحي ممثل وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية خلال اللقاء، قانون محاربة العنف ضد النساء وأهم مقتضيات قانون 103.13، والغاية من جعل الشباب في صلب موضوع الحملة 17 لمحاربة العنف ضد النساء وجعله حاملا لرسالة "اللاعنف" اتجاه الجنس الآخر، كما استعرض مجهودات الوزارة من أجل تطوير شبكة مراكز الإيواء ومراكز الاستماع والتوجيه والمساعدة القانونية والنفسية التي بلغت 263 مركزا.
وقدم السطحي نتائج صادمة للوزارة عن نسب العنف الذي تتعرض له المرأة، حيث تعرضت نسبة 4, 13في المائة من النساء البالغات ما بين 18 و 64 سنة للعنف الإلكتروني خاصة الشابات منهن1, 30 في المائة ، وينتشر بنسبة كبيرة في صفوف المخطوبات بنسبة 4،54 في المائة، وحسب البحث الوطني الثاني الذي قدمه المسؤول بالوزارة، فقد تعرضت نسبة1, 49 في المائة من النساء للعنف النفسي...
محمد زهير، المنسق الجهوي للتعاون الوطني بجهة سوس ماسة، طمأن بدوره الحاضرين بالقول إن ظاهرة العنف ضد النساء بالجهة متحكم فيها، وتطرق في تدخله لمسطرة التكفل، وضرورة خلق فضاءات ومراكز التكفل الاستعجالي بشكل كاف لإيواء النساء المعنفات اللواتي لايتوفرن على مأوى لاسيما في حالة وجود الأطفال.
وقدم المنسق الجهوي إحصائيات لعدد مراكز الاستماع التي تتوفر عليها الجهة، في أفق اعتماد مراكز متعددة الوظائف تضم طاقما من الأخصائيين والمساعدين، حيث سيتم إحداث مركز بأكادير وآخر بآيت اعميرة بإقليم اشتوكة.