«الفراشة» يحتلون الملك العمومي بشارع محمد الخامس

الكاتب : انس شريد

01 مارس 2019 - 06:00
الخط :

على امتداد شارع محمد الخامس، الذي يعتبر من أهم و أعرق شوارع الدار البيضاء، بسبب جمالية بناياته التي تجمع بين اللمسة الفنية الأصيلة والديكورات العصرية التي تعود منذ عهد الاستعمار الفرنسي لكنه حاليا أضحى نقطة سوداء طاله الإهمال بسبب إستغلال الباعة المتجولين للملك العمومي.

فالفراشة تمتد على طول الشارع، بمختلف أنواعها وأشكالها، ويمكن للمرء أن يجد عندهم كل ما يحتاجه، من فواكه جافة، وألبسة خاصة بالنساء والأطفال، والأواني المنزلية، والأجهزة الإلكترونية، والأقراص المدمجة.

و أصبح مشكل الباعة المتجولين أو الفراشة، أمرا يؤرق راحة السكان شارع محمد الخامس بسبب أصواتهم التي تعتبر مصدرا من مصادر الإزعاج لديهم، كما يعانون أيضا من الأزبال التي يتركها الباعة في المساء قبل رحيلهم في نهاية كل يوم، ومن أبرز المشاكل التي يعاني منها الساكنة هي احتلال الملك العمومي و احتلال الممرات والطرق مما ينتج عنه حالة من الفوضى وعرقلة للسير.

قمنا بطرح مجموعة من الأسئلة على الباعة المتجولين حول احتلالهم للملك العمومي فقال أحدهم أن سبب الرئيسي في اختيار هذا المكان هو انعدام فرص الشغل إذ لم أجد أي وسيلة لكسب قوتي اليومي سوى الفراشة ، مضيفا صحيح هناك نوع من الفوضى، «ولكن  الله غالب قرينا حتى عيينا وماخدمناش واش بغيتونا نمشيو نشفروا «.

شخص أخر تحدث لنا قائلا: أنا راه خدام على عائلة، مضيف: «سنين وانا كنبيع فالسلعة هنا كول نهار كيهدوا فينا، وكندور مع الوقت كل ساعة وساعتها، وما كنعرف ندير والو من غير هاذ الحرفة»، مؤكدا أنه لا بديل لي عن الفراشة، فهي مورد رزق العائلة «إلا داو لينا السلعة  نمشيو نقوتلوا راسنا حسن» .

أما أحمد ، الذي يقطن قرب من شارع محمد الخامس، قال أن هذا شارع العريق ذاله الإهمال و التهميش فيجب على السلطات تدخل لحد من ظاهرة الباعة المتجولين مضيفا أنه يوميا يعيش جحيم لا يطاق بسبب ضجيج الباعة، والأزبال منتشرة  في كل مكان.

وفي ظل انتشار ظاهرة الفراشة في الشارع العام،  فمنا المتضررين أيضا مهم التجار أصحاب الرخص الذين يتكبدون ثقل الفواتير السلع، حيث يقول أحد التجار « هادشي خاصوا يديروا ليه شي حل راه هاذ الفراشة استعمرونا ولينا كنبيغوا فالخسارة راه كنطالبوا من السلطات يديروا لينا شي حل».

وتبقى ظاهرة احتلال الملك العمومي تؤرق الساكنة والتجار التي تمني النفس أن تقوم السلطات بالتصدي لهذه الظاهرة التي أصبحت تعاني منها العاصمة الإقتصادية.

مجتمع