هذا ما جناه الإغلاق الوهمي للبيضاء.."لا صحة لا مال"

الكاتب : الجريدة24

29 أكتوبر 2020 - 02:00
الخط :

مرت عدة أشهر منذ أن فرضت الحكومة الإغلاق على الصعيد الوطني وعلى صعيد جهة الدارالبيضاء خاصة، لاحتواء انتشار فيروس كورونا، ما جعل العاصمة الاقتصادية في عزلة تامة فى الوقت الذي يعاني اقتصاد المملكة من ظروف اقتصادية جد صعبة ينبغي فيها تضافر الجهود للنهوض من الأزمة الخانقة.

وتأتى هذه الخطوة " الإغلاق الوهمي" بعد أسابيع من تطبيق الحجر الصحي على البيضاء بما يتضمنه من إجراءات حازمة وصارمة في حق خارقي الحظر في عدد من العمالات والأقاليم التابعة، وذلك قصد إجبار المواطنين على الامتثال للقيود المنفذة من قبل السلطات، لمحاولة السيطرة والحد من انتشار فيروس كورونا، حيث ترابط المصالح الأمنية الشوارع للسهر على تنفيذ وتطبيق تدابير حالة الطوارئ.

فرزمة البلاغات التي اصدرتها الحكومة بعد الإعلان عن الحجر الصحي بالبلاد، في منصف شهر مارس الماضي، لم تفي بالغرض وسط المدينة المليونية، التي لازال وضعها على ما هو عليه، في ظل الارتفاع المهول لعدد الإصابات بالفيروس، بالمقارنة مع مدن أخرى مجاورة، فمن المسؤول عن تدهور الوضع الوبائي بالبيضاء؟ إذا كان الحجر الصحي هو الحل لتقليص الإصابة ب(كوفيد 19)، فلماذا لم ينجح قرار الإغلاق في الدار البيضاء؟.
لم يعد الوضع تحت السيطرة حسب الأرقام المقلقة المتعلقة بنسب الوفيات وحالات الإصابة بالفيروس المؤكدة، التي تعلنها وزارة الصحة، والأخطر من هذا أن الوباء لا زال يزحف يوما بعد يوم، مما يجعل إمكانية القضاء عليه غير متأتية بسبب انتهاك إرشادات الإغلاق والتجول في الأحياء الشعبية بدون أقنعة رغم التحذير بخطورة عدم ارتداء الأقنعة بالأماكن العمومية.
إغلاق على المقاس

إغلاق المحلات التجارية وأسواق القرب والمطاعم والعديد من الأنشطة في أوقات قارة، يوحي بأن الفيروس لا يخرج في النهار بل يخرج خلسة في الليل، عند التحاق الغالبية من اليد العاملة والشغيلة ببيوتها مساء،في الوقت الذي تعج فيه العشرات من الأسواق بالمئات من الأشخاص الذين يتجولون بكل أريحية وطلاقة بواضحة النهار دون مراعاة مسافة التباعد الاجتماعي الموصى بها من المصالح الصحية.

على الرغم في الاستمرار في إتباع تدابير الحجر الصحي، لازال الوضع غير مستقرا، نظرا للأرقام المتعلقة بانتشار الفيروس بالعاصمة الاقتصادية، مما يدل على أن الفيروس لازال نشط، ولازال يتربص بالأشخاص بسرعة فائقة، وهذا يدل على مفارقة غريبة تستدعي الوقوف عندها لمعالجتها والبحث عن سبل أخرى للخروج منها على اعتبار أن عنوان المرحلة المناسب :" لا صحة ولا اقتصاد سوى بلاغات منتصف الليل" .

تحت المجهر