أول من أدخل الزي الأفغاني للمغرب !

الكاتب : الجريدة24

03 نوفمبر 2020 - 03:30
الخط :

مع بدء دعوات الجهاد في الدول العربية للتضامن مع المحاربين في أفغانستان، لاق اللباس الأفغاني إقبالا كبيرًا بعدد من الدول من بينها المغرب خاصة لدى جماعة الإخوان التي سيخرج من رحمها "السلفيون الجهاديون"، الذين كانوا يصولون العالم بأسره من أجل السيطرة عليه باسم الإسلام على النحو الذي نظّر له الإخوان، متخذين من العنف سبيلهم لتعزيز فكرهم السلفي الجهادي.

فكيف نفدت البدلة الأفغانية للمغرب ؟

دخلت البدلة الأفغانية كما جاء على لسان جماعة محمد دمير " الانتحارية" التي تزعمها الانتحاري الذي فجر نفسه بفندق فرح عبد المالك بوزكارن، عن طريق الإخوان المقيمين في انجلترا وهما مراد صروف ويوسف أبو ندير وكريم رزوق، وكانوا يبعونها بأسعار مختلفة تتراوح ما بين 250 و500 درهم، حسب جودة الثوب والخياطة.

وجرت العادة آنذاك على أنه عند عودة المغاربة " المجاهدين" بأفغانستان يحضرون معهم بذلتين أو ثلاثة كهديا للعائلة والأصدقاء، كما حصل مع كريم المجاطي الملقب ب"أبو ألياس" السلفي الجهادي الذي سبق وجاهد بكل من البوسنة وأفغانستان قبل أن يعود للمغرب بعد الهجوم الأمريكي.

كريم المجاطي هذا مدرب أفراد الجماعة الانتحارية كان أول من جلب البدلة الافغانية بعد رجوعه للمغرب من أجل تخطيطه للقيام بعمليات هجومية على المصالح الأجنبية المتعلقة باليهود المتواجدين بالمغرب وذلك عبر دخول المعابد وقتل كل من يتواجد بها، نتيجة كرههه الشديد لهم ، هذا التفكير سرعان ما سيتحول لمحاولة تنفيذه على أرض الواقع مباشرة بعد ملاقاته أفراد الجماعة "الانتحارية" التي ستقدم على تفجيرات 16 ماي التي هزت العاصمة الاقتصادية سنة 2003 والتي خلفت العديد من القتلى والجرحى، ويعمل على تدريب أفراد الجماعة بقساوة شديدة ببدلته الأفغانية التي كان قد جلبها معه من كثرة هوسه لممارسة الأفعال الارهابية، وتحميس الشباب قصد زيادة قدرتهم على التحمل بمنطقة الواد المالح ضواحي مدينة المحمدية من أجل الاستعداد لتنفيد مخطط الهجوم.

اقبال على البدل الأفغانية سيجعل صنعها محليا

إغراء هذه البدلة سيزيد بفضل مهاداتها للغير، كما كان يفعل الشيخ السلفي أحمد الرفيقي الملقب أبو حذيفة، والذي كان عند تردده المتكرر لأفغانستان يحضر معه العديد من البدل الأفغانية إلى المغرب ويقوم بإهدائها للأصدقاء، المتلهفين بالتفاخر بزي(بن لادن والظواهري).

ازداد بذلك الطلب على البدل الأفغانية من طرف الملتزمين دينيا بالمغرب، ما دفع بعض الأشخاص في أوائل التسعينيات إلى التخصص في صنعها محليا ومنهم محمد أبو تمام، الذي كان له محل بالقرب من مسجد الكرماعي بحي بوشنتوف الواقع بدرب السلطان بالعاصمة الاقتصادية، كما اشتهر أيضا شخص أخر يدعى " الحب" خلال تلك الفترة ببيعها بحي الأحباس بالبيضاء، لتبرز خلال هذه الحقبة بدل جديدة باتت يستهوي " المتعاطفين مع جماعة الإخوان التي كانت تسعى للايقاع بالضحايا وغسل أدمغتهم عن طريق الأشرطة والكتب، ويصبح بذلك هذا اللباس عبارة عن تسويق للتنظيم الاخواني للاعتياد عليه عن طريق إغواء وإغراء الشباب بالتغيير الشكلي، واستقطابهم للالتحاق بالجماعات المقاتلة.

حقنت بذلك التنظيمات المتطرفة في زمن منظر العنف السياسي تحت غطاء " الاسلام" الشباب المتحمس وجعلته أداة تفخيخ وتفجير عبر غرس أفكار مخالفة للدين تفرض عليه أن يتمرد على أهله ويحتقر بيئته ويستعين بزي غيره ويعذب "المنحرفين دينيا" حتى ولو كانوا من بني جلدته لتحقيق غايات لا شأن لها بالاسلام.

آخر الأخبار