الملابس المستعملة "البال" .. أمراض جلدية بأقل الأثمان

الكاتب : انس شريد

18 مارس 2019 - 10:00
الخط :

نتيجة لارتفاع تكاليف الحياة اليومية، سجل في السنوات الأخيرة، إقبال ملحوظ للأسر البيضاوية ذات الدخل المحدود على اقتناء الملابس المستعملة المعروفة "بالبال"، والتي يتم استيرادها من الخارج و قصد تسليط الضوء على هذه الظاهرة، قمنا بزيارة لسوق الشعبي بالمدينة القديمة.

فبمجرد التوغل داخل السوق الشعبي، تتعالى أصوات الباعة من أجل جلب الزبائن وإقناعهم بجودة الملابس المستعملة، هذا الصراخ يثير فضول المارة، مما يدفعهم إلى الاقتراب من أكوام الملابس المعروضة فوق طاولات بكونها في المتناول الجميع فأسعارها جد منخفضة تتراوح بين 10 دراهم و100 درهم  .

الكل منهمك في البحث عن الملابس التي تلائم ذوقه ومقاسه من أقمصة وسراويل ومعاطف وألبسة مختلفة، حميد شاب في مقتبل العمر من أبناء حي جليز كشف لنا أنه لا يرى عيبا في ارتداء ملابس مستعملة، ويؤكد أنه اعتاد اللجوء إلى مثل هذه الأسواق الشعبية من أجل البحث عن ملابس تلائمه، مضيفا أنه في مرات عديدة تمكن من الحصول على قطع من الألبسة تحمل علامات تجارية مشهورة لاقت إعجابا من قبل أصدقائه من الفئات الميسورة وبثمن منخفض لايتجاوز 80 درهم.

فالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية جعلت الكثير من المغاربة يلتجئون طيلة شهور السنة إلى الأسواق العشوائية والشعبية لشراء ملابسهم ، في ظل عدم قدرتهم على اقتناء ملابس ذات ماركات عالمية وبجودة رفيعة، يوسف كذلك واحد من بين هؤلاء الذين دفعهم حب اقتناء الملابس ذات الماركات العالمية إلى المجيء لهذا السوق، يقول لنا :  أنني عندما أذهب إلى وسط المدينة وأشاهد الملابس ذات الماركات العالمية تُؤَثث معظم المحلات التجارية الكبرى مرفوقة بأثمنة خيالية تتجاوز 500 درهم "كنت كنشوف هادوك الأثمنة كنتخلع وكنرجع بحالي ".

مضيفا انه مع الأسواق الشعبية بات اليوم، بإمكاني وبثمن لباس واحد اقتناء خمس إلى ست ملابس"وليت كناخود الحوايج واعرين ديما من المدينة القديمة وبثمن رخيص".

وكشف لنا حسن، صاحب أحد " الفراشات " بالمدينة القديمة التي يبيع من خلالها الملابس المستعملة عن مكان جلب تلك الملابس ، أنه يسافر من أجل إحضار (حوايج البال) من الشمال، والتي يكون ثمن "كولية ديال الحوايج"  ما بين خمسة آلاف درهم الى عشرة آلاف درهم، حسب وزنها، كلما زاد الوزن زاد الثمن، فسعر الكيلوغرام الواحد هو 100 درهم،  مضيفا أنه بعد شراء "الكولية ديال الحوايج" يقوم بفتحها والعمل على عزل الملابس الممتازة ذات الماركات العالمية التي يتم تحديد سعرها أكثر عن غيرها، أما الملابس المتبقية فنعمل على جمعها وبيعها بثمن واحد.

وعن نوعية الزبائن التي نشتري  مثل هذه الملابس قال لنا حسن  أن زبائنه ليسوا فقط من الفئات الفقيرة، بل هناك أشخاص من الطبقة المتوسطة يترددون عليه بين الفينة والأخرى بحثا عن أقمصة أو بدل رجالية  تحمل علامات تجارية عالمية، مضيفا أنه في بعض الأحيان يصادف بعض السترات التي يصل سعرها في المحلات التجارية الراقية ما بين 3 آلاف درهم و 4 آلاف، ويبيعها بسعر لا يتجاوز 300 درهم مؤكدا أن العديد من الأشخاص أصبحوا مدمنين على ملابس “البال” ويفضلونها على الملابس التي تباع في المحلات التجارية.

فرغم الإقبال الكبير على الملابس المستعملة فهي تبقى تشكل خطر على صحة المستهلك إذ كشف لنا  أوداد إدريس، طبيب أخصائي في أمراض الجلد، أن مثل هذه الملابس يمكن أن تكون مصدر لأمراض جلدية، إذ تحتوي على طفيليات وميكروبات  تنتقل إلى جسم الإنسان بمجرد ارتدائها، بكونها قادرة على نقل أمراض معدية جدا كالجرب والقمل، مضيفا أنه لا يمكن التخلص من طفيليات إلا من خلال تعريضها للشمس ودرجات الحرارة والكي لفترات طويلة، حتى يتم قتل جميع الميكروبات.

وأوضح أيضا أوداد إدريس أن الملابس الجديدة المصنوعة من البوليستر لابد من غسلها أيضا قبل ارتدائها، بكونها تحمل الكثير من الفطريات التي تتفاعل مع الجسم في حالة العرق ودرجة الحرارة مما قد يصيب جسم الإنسان بمجموعة من الأمراض الجلدية.

آخر الأخبار