التوظيف بـ “التعاقد” يفجر أزمة بين الميزان والمصباح

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

25 مارس 2019 - 10:45
الخط :
بعدما واجه حزب الاستقلال تهمة أنه من أدخل التوظيف بالتعاقد الى القطاع العام لما كان يقود الحكومة في عهد عباس الفاسي، خرج الاستقلاليون للدفاع عن انفسهم ودفع هذه التهمة عنهم.
حزب الاستقلال نبه، في منشور، نشر بالموقع الرسمي للحزب، نبه إلى أن آلية التعاقد التي أبدعتها حكومة علال الفاسي لا علاقة لها بالتعاقد الذي أبدعته حكومة سعد الدين العثماني.

وأوضح المصدر ذاته، أن اعتماد التوظيف بالتعاقد الذي تم إقراره في حكومة عباس الفاسي كان كاستثناء من القاعدة وليس هو الأصل كما جاءت بذلك حكومة العثماني.

وقال المنشور إنه “بسبب الرغبة في تغطية الخصاص الذي كان في بعض المهن التي لا تندرج ضمن مجالات التكوين المهني ، تم إقرار التوظيف بالتعاقد عند الاقتضاء”.
وشدد الاستقلاليون على أنه في حكومة الفاسي تم التنبيه قبل إقرار المقتضيات القانونية المتعلقة بالتعاقد، إلى أن “التوظيف بالمباراة هو الأصل بينما اللجوء إلى التعاقد شكل استثناء، لما يوفره التشغيل عن طريق العقود للإدارة من التوفر على كفاءات نوعية في مهمات معينة ولمدة محددة حتى تبقى مسايرة للعصر وقادرة على مواجهة كل التحديات”.
ولفت إلى أن حكومة الفاسي عملت في 9 غشت 2016 على إصدار المرسوم رقم 2.15.770 بتحديد شروط وكيفيات التشغيل بموجب عقود بالإدارات العمومية، من أجل فتح الإمكانية أمام تشغيل الأعوان للقيام بوظائف ذات طابع مؤقت أو عرضي في الإدارات العمومية.

واعتبر ذات المنشور أن التعاقد الذي تم التنصيص عليه في النظام الأساسي للوظيفة العمومية من خلال الفصل 6 مكرر والمرسوم التطبيقي لسنة 2016 لا يعني حالة الأساتذة المتعاقدين بالأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، الذين يحتجون ويطالبون بالادماج في الوظيفة العمومية.

وبين أن “التعاقد الوارد في الفصل 6 مكرر لا يشمل التوظيفات الجهوية والتي لا أساس قانوني لها في نظام الوظيفة العمومية”، بحسب منسور حزب الاستقلال، مشيرا إلى أن “الوزارة عوض تنظيم مباريات من قبل وزارة التربية الوطنية في إطار النظام الأساسي لموظفي الوزارة، توافقت هذه الوزارة مع مصالح وزارة الاقتصاد والمالية على نهج التوظيف بموجب عقود بعيدا عن النظام الأساسي العام للوظيفة العمومية عبر إصدار سند قانوني جديد، لا هو بقانون ولا هو بمرسوم ولا قرار حتى، هو عبارة فقط عن مقرر مشترك (رقم :7975 ) بتاريخ 1 نونبر 2016 غير منشور في الجريدة الرسمية”.

ومضى المصدر ذاته يقول أن الاحتجاجات التي قادها الأساتذة الذين تم توظيفهم بموجب عقود من طرف الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، بينت “الارتباك الحكومي في تدبير ملف التعاقد خاصة في ظل اعتباره تارة خيارا استراتيجيا حكوميا، وتارة أخرى من خلال التوسل به كحل ترقيعي مؤقت دون أن تهتم بتضمينه الحقوق والضمانات الأساسية المكفولة للموظفين ولا حتى العاملين في القطاع الخاص”.

ذات المنشور قال إنه “عوض أن تجتهد الحكومة في إيجاد حلول ذات مصداقية من شأنها إقناع أساتذة التعاقد بالعودة إلى الأقسام وإنقاذ بنات وأبناء المغاربة من شبح سنة بيضاء، وعوض أن تبادر إلى ترميم ميثاق الثقة المنعدمة مع موظفي التعاقد، اختارت من خلال أحد وزرائها البارزين أن تنهج نهجها المعهود في التنصل من المسؤولية السياسية والتدبيرية وإلقاء اللائمة على غيرها، فلم تجد غير حكومة الأستاذ عباس الفاسي لتحملها بكثير من التحايل وخلط للأوراق مسؤولية هذا الاختيار الذي يعتبر وليدا شرعيا للحكومة السابقة والحالية وواحد من بدعها وإبداعاتها المبتسرة التي أوصلت بلادنا إلى ما نعيشه اليوم من احتقان صعب المعالجة”.

وتأسف المصدر نفسه لكون الحكومة الحالية جعلت من التعاقد “سيياسة عمومية في قطاع التعليم”، لافتا إلى أن “حزب الاستقلال يرى أنه حتى لو فرضنا أن خيار تعزيز الجهوية يستدعي اعتماد هذا النوع من التوظيف، فانه من اللازم على الحكومة أن تقوم بتضمين هذا النظام الأساسي كافة الضمانات الموجودة في النظام الأساسي للوظيفة العمومية و في مقدمها الأمن الوظيفي مراعاة لمهام و خصوصية أدوار المدرس ، على اعتبار أن التوظيف العرضي قد يتناسب مع بعض المهام، غير انه يجب أن لا يشمل مجال التربية و التكوين”.

 

سياسة