"بروباغندا" جزائرية ضد المغرب بعد انكشاف ضمها أراض مالية لحوزتها

الكاتب : الجريدة24

06 أكتوبر 2020 - 11:40
الخط :

 هشام رماح

أرهقت المساعي المغربية لرتق الهوة بين الماليين، الجارة الجزائر، فلم تجد بدا من تسخير أبواقها الإعلامية لجر المملكة إلى مستنقع التراشق بالبيانات.

يأتي هذا في أعقاب انفضاح نوايا الجيش الوطني الشعبي الجزائري بالبلدة الحدودية "إن خليل" بشمال مالي، من قبل وسائل إعلامية محلية هناك، وقد كشفت أن الجيش الجزائري استحوذ على جزء من البلدة وضمه إلى أراضي الجزائر!.

وكان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، حل الأسبوع الماضي بالعاصمة المالية باماكو، لبحث الوضع في البلاد مع الرئيس الانتقالي "باه نداو" ونائبه الكولونيل "أسيمي غويتا"، والوزير الأول الانتقالي، "مختار أوان"، وكذلك زعماء دينيين ماليين، من ضمنهم، "بويي حيدرا" والإمام "محمود ديكو".

وإذ جاءت زيارة ممثل الدبلوماسية المغربية إلى مالي بعد ما يربو على الشهر من الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد، وأدى إلى إطاحة حكم الرئيس السابق "بوبكر كيتا"، فإن الزيارة التي تروم رأب الصدع في مالي، شكلت شوكة في حلق حكام الجزائر، خاصة بعد تعرض تقارير إعلامية مالية إلى النوايا المبيتة من قبل نظام العسكر، ليرمي باللائمة إزاء ذلك على المغرب.

وإذ انحسرت المساعي الجزائرية، المبذولة منذ 2014 في مالي عقب فشلها، لم ترق المبادرة المغربية من قبل الملك محمد السادس، النظام في الجارة الشرقية ليتهم المملكة بالوقوف وراء التقارير الإعلامية التي فضحت المستور من أطماعه.

وقدم النظام الجزائر لاتهامه المغرب، مسوغا أوردته جريدة "الشروق" الموالية لأصحاب البزات العسكرية يتمثل في محاولة المغرب "التشويش على مساعي الجزائر وجهودها لحل الأزمة في مالي، وذلك من خلال محاولات تحريك بعض الأطراف الداخلية في الجارة "مالي" لزرع الشك وإطلاق مزاعم وإدعاءات لا أساس لها من الصحة بخصوص تواجد مزعوم لعناصر من الجيش الوطني الشعبي على أراضيها".

ولأن من عادة الغبي أنه يحملق في الأصبع متى أشير له إلى القمر، فإن النظام الجزائري لم يجد مناصا من اتهام المغرب بالوقوف وراء الانتقادات المالية لأطماعه في البلد الكائن جنوب الصحراء، وبدلا من أن يدافع عنه نفسه بالحجة والبرهان، راح يعلق خيباته وانفضاح سره على مشجب المملكة.

وكانت تقارير إعلامية مالية مثل ما نشره موقع "Bamada"، كشفت عن تناسل أنباء حول استحواذ الجيش الوطني الشعبي الجزائري على أجزاء من أراضي البلاد والسيطرة عليها، وهي الأنباء التي أفاد، المصدر الإعلامي، بأن السلطة الانتقالية في البلاد لم تبادر إلى تكذيبها بما يعزز صحة الأنباء الرائجة بهذا الخصوص.

نفس الموقع المالي، أكد على أن أسباب الأزمة المالية جزائرية صِرفة، إذ أن زعماء وأمراء الحرب الإرهابيين مثل "عبد المالك درودكال" و"مختار بلمختار" و"أبو زيد" ممن روعوا البلاد في الشمال هم جزائريون، وهم نتاج للنظام العسكري الجزائري خلال "العشرية السوداء".

إنه غيض من فيض اتهامات وجهتها وسائل إعلامية مالية للجزائر، لكن الأخيرة لم تبالي بغير الحظوة التي اكتسبتها المبادرة المغربية في البلد الإفريقي الشقيق، وفيما يجدر أن تدافع عن نفسها وتخلي ساحتها من كل اتهامات بالحجة والبرهان، ارتأت أن تناور من جديد.

وكما يبدو جليا فلا جديد تحت الشمس في الجزائر ولو تغير ساكن المرادية لأن الماسكين بزمام الأمور فيها هم عسكر لا يجيدون غير تحريك الأرتال العسكرية.. وتسخير أبواق الـ"بروباغندا" البائدة.

آخر الأخبار