محمد راضي الليلي.. الخائن المنبوذ في فرنسا مثل خفاش كليلة ودمنة

الكاتب : انس شريد

13 نوفمبر 2020 - 07:15
الخط :

هشام رماح

في قصص كليلة ودمنة للجاحظ، ما يسر الخاطر تجاه المرتزق محمد راضي الليلي الذي يسري عليه ما سرى على الخفاش الذي وجد نفسه منبوذا، فلا هو من الحيوانات التي تدب على الأرض ولا هو من الطيور التي تحلق في السماء.

"الرجل" رغم أن هذا الوصف لا يصدق عليه وهو يعرف في قرارة نفسه لماذا؟، يحاول أن يجد لنفسه مكانا في رقعة شطرنج أكبر منه، وقد خرج ليطل عبر قناته في "يوتيوب" ليولول وينتحب على الانفصاليين الذين اندحروا أمام جنود مغاربة بواسل استطاعوا فرض الأمن والنظام في منطقة الكركرات العازلة دون أن يطلقوا رصاصة أو يسيلوا قطرة دم، وهذا، بلا شك، ليس في عرف من يواليهم الليلي الآن.

محمد راضي الليلي، الخائن الذي اتبع الأهواء والأوراق الخضراء التي كانت تأتيه وانقطعت عنه من الجزائر، بدا ذليلا وخانته سحنته وهو يحاول النيل من بلاد أسياده الذين خدم عند أعتابهم قبل أن يتقيؤوه إلى هناك في بلاد المهجر، لم يجد بدا من التطبيل لـ"انتصارات" وهمية للانفصاليين على الجيش المغربي وراح ينفث الأكاذيب والأحقاد يمنة ويسرة لعل "بوليساريو" تتلقفه من جديد.

لكن هيهات، بعدما احترقت ورقة الخسيس وانكشفت خيانته لبلاده بمجرد أن تم صرفه من القناة الأولى حيث كان مقدما لنشرات الأخبار وليس لنا هنا سوى طلب المغفرة من الله لعلي بوزردة الذي جاء به إلى دار البريهي، وقد تلبسه موهما إياه أنه مغربي صحراوي أصيل.

وعود على بدء فمحمد راضي الليلي وجد نفسه، بعد ردح قليل، ملفوظا من المغرب ومن "بوليساريو" وصانعتها الجزائر، لكنه ارتأى في ردة الفعل المغربية إزاء مناوشات شرذمة من الانفصاليين بارقة أمل ليخطب من جديد ود الجبهة الانفصالية و"سيده" إبراهيم غالي، لكن أحدا من الجبهة الانفصالية لم يبالي به، وتركوه منفردا كمن يصرخ لوحده في وادي سحيق ولا من مجيب.

سقط قناع محمد راضي الليلي، الذي ظل يصدح أمام شاشات الكاميرا أن الصحراء مغربية كما يشهد على ذلك "يوتيوب" وليس هناك من يستطيع تكذيب هذه المنصة التي تختزن الكثير مما أضر ويضر بالخائن، أمام أسياده الجدد الذين تلاعبوا به ليأكلوا الثوم بفمه قبل أن يقرروا التخلص منه بعدا قضوا وطرهم منه وتركوه كمثل العاهرة التي تبيع جسدها، ولا ضير من تذكير راضي الليلي أن الحرة تموت ولا تأكل بثديها.

راضي الليلي الذي امتدح المغرب مرارا حينما كان يأكل من غلة دار البريهي، قلب الملة وأصبح بوقا "يتبرز" على قناته محاولا العيش على فتات قد تجود به "يوتيوب" عليه، أما الجزائر و"بوليساريو" فقد فطنوا لكونه لا يستطيع لعب دور بيدق حتى، ومرة أخرى لا ضير في تذكير الليلي أن رقعة الشطرنج التي يحاول اللعب فيها أكبر منه وقد تاه فيها.

ولأن ذكر الخونة شرط لذكر أمثال الراضي من قبيل مصطفى أديب، ولو أن الأمر يبعث على الحرقة في المعدة، فإن المناسبة تنحاز إلى التعاطف مع أمثالهما لأن شمس الحقيقة رمت بأشعتها على ما خفي من سيرهما، فلم يعد هناك ما يضر منهما لأن المراقب لماضي هؤلاء وحاضرهم قادر بلا فراسة مطلوبة أن يقف على حقيقة من يمتلك قناعة حقة أو من هم من غثاء السيل.

آخر الأخبار