قيادي التوحيد والاصلاح يقطر الشمع على الحركة الاسلامية بالجزائر بسبب الصحراء

أثار موقف وسلوك حركة مجتمع السلم، الاسلامي، بالجزائر، ردود فعل غاضبة ومستغربة، عقب استقبال رئيس هذه الحركة، من جديد، لأحد ممثلي الجبهة الانفصالية البوليساريو، بالجزائر، في الوقت الذي تعرف المنطقة تحولات كبيرة.
موقف هذه الحركة الاسلامية الجزائرية، أغضبت حتى اسلاميي المغرب، وبالضبط حركة التوحيد والاصلاح، التي وجه بعض قيادييها رسالة استغراب واستنكار وعتاب.
وفي رسالة وقعها القيادي في حركة التوحيد والاصلاح، امحمد الهلالي، وجهها لحركة مجتمع السلم، الجزائرية، استغرب فيها لعدم أخذ هذه الحركة الدرس من التحولات السياسية التي تجرب في محيطهم خلال العقد الأخير بالخصوص.
وقال الهلالي في الرسالة إن "نظراءكم الاسلاميين في المغرب يتابعون مواقفكم من قضية الصحراء، وهي مواقف ليس فيها أي جديد، رغم ما يجري حولكم من تحولات وما تتابعونه في محيطكم من متغييرات تحفز تطلعات الوحدة والتكتل وتشجع طموحات العمل المشترك فيما ينفع تنمية الاوطان ونهضة الأمم، وما يفيد في تحقيق التصالح مع منطق التاريخ وحتمية الجغرافيا وروح ومقاصد الشريعة ومنطق الحضارة وعمرانها".
وأضاف القيادي في التوحيد والاصلاح أن "عتابنا هو بسبب عدم فاعليتكم في منع الإنسياق وراء ما يتوهمه حراس معبد سايس- بيكو، على أنه مصلحة وطنية، وهو في جوهره تركة استعمارية".
وتابعت الرسالة الموجهة للحركة الاسلامية المذكورة "لا نأمل منكم سوى أن تسهموا في تحرير بلدكم من جميع الأغلال التي وضعتها السياسات الخاطئة التي تناضلون في مستويات آخرى من أجل التحرر منها، في حقل الاقتصاد وفي حقل تداول الثروة أو في حقل تعزيز الديموقراطية وحقوق الإنسان في حقل السياسة، وأن تسهموا في جعل المصالح العليا لبلدكم تسمو على ما سواها من أوهام وأهواء جنبا الى جنب مع مساعيكم اليوم إلى التحرر من الاستبداد والفساد، وبنفس مسعى الامس للتحرر من الاستعمار والتبعية".
وخاطبت الرسالة الحركة المذكورة بالقول "إخوتنا الأعزاء بالجزائر الشقيقة، إننا نتابع باهتمام ما بدأ يتململ في المواقف المعبر عنها من قبل بعض الشخصيات السياسية او العسكرية أو الثقافية أو الشعبية أو الاعلامية، وقد كان بودنا ان نراكم ضمن هذه الطليعة وفي مقدمة هذه الموكب بل أن تكونوا من أولي السبق ومن أهل العزم في المبادرة إلى التغيير الفعلي والبناء لفائدة بلدكم ودولتكم وتطلعات شعبكم"، في إشارة إلى مواقف عدد من القيادات السياسية التي فضحت مخططات العسكر الجزائري عدائه التاريخي للمغرب وأنها سياسة لم تعد تأتي أكلها.
وشدد المصدر على أن الانطلاق من المرجعية الاسلامية والانحياز إلى خيارات الأمة في الوحدة ومناهضة مخلفات الاستعمار في التجزئة يقتضي تجاوز أخطاء الماضي والتحرر من الارتهان إلى ظروف الحرب الباردة، التي فرضتها الامبريالية على شعبينا وبلدينا في زمن الصراع على النفوذ والمصالح، وعصر التسابق على منابع المواد الخام وأسواق تصريف فوائض الإنتاج، وما خلفه ذلك من صراعات وخصومات ومنافسة على الزعامة بين نخب جيل التحرير في بلدينا مما أدى إلى إضعافهما وحال دون التسابق الجاد على حجز مكانة لائقة بهما في سلم التنمية البشرية والترتيب المناسب لهما في تصنيف الاقتصادات الصاعدة والامم الناهضة.