مغاربة اسرائيل.. هكذا كانت البداية قبل أن تشرق النهاية

الكاتب : الجريدة24

11 ديسمبر 2020 - 02:30
الخط :

هشام رماح

لن ينسى المغاربة اليهود نبل وشهامة السلطان محمد الخامس وهو يقف في وجه حكومة "فيشي" الفرنسية الخاضعة للحكم النازي، رافضا مدهم باليهود حتى يذيقوهم وبال المحرقة.. وقد أجاب بكل حزم وبأس ليس في بلدنا يهود أو مسلمون وإنما هناك مغاربة فقط.. إننا سواسية ها هنا ولا أحد يفرق بيننا.

لهذا فإن المغاربة اليهود والمتحدرين منهم، ممن يقطنون في إسرائيل، لم ينسوا موقف السلطان محمد الخامس، وبالتالي لم تنقطع أواصرهم مع بلدهم بالمرة، وقد حصدت المملكة ثمار المحبة والود اللذان صرفتهما لأبنائها، وبالتالي لا يمكن الحديث عن تطبيع مع إسرائيل بقدر ما هو حرص من هذه المملكة على ما يتعلق بأبنائها في الدولة العبرية.

ولا غرو أن ما يوحد المغاربة اليهود البالغ عددهم في العالم أجمع أزيد من 1 مليون فرد، وفي إسرائيل وحدها 700 ألفا منهم، هو إيمانهم الراسخ بأن الأصول والجذور تظل أهم من كل الجنسيات، وبالتالي فإنهم يتشبثون بأرض الأجداد حيث عاشوا في سلام وأمان وود مع المسلمين بلا تفرقة على أساس العرق أو الدين.

كذلك، يظل المغرب متميزا ومتفردا عن أي من بلدان العالم، حيث لا تزال هناك كنائس ومعابد يهودية وأضرحة حاخامات يحج إليها اليهود المغاربة كل عام، لإحياء الـ"هيلولة" و"ميمونة" والمثير أن زيارة ضريح محمد الخامس، تعد رئيسية ضمن برنامج الزيارات التي يقوم بها اليهود المغاربة إلى بلدهم الأم عرفانا بالموقف النبيل الذي بذله من أجلهم ملك البلاد رحمه الله، جد الملك محمد السادس.

إن الرافد اليهودي يعد مكونا أساسيا في الثقافة والهوية المغربية، كما هو مدرج صراحة في دستور البلاد المعتمد منذ 2011، الذي يعتبر امتدادا لحرص المملكة على أبنائها في الدولة العبرية حيث يقطن هناك 700 ألف يهودي من أصل مغربي، ومنه فإن المملكة لا ينسى أبناءها كما أن أبناءها البررة لا ينسونها ولم ينسوها بالمرة، والمغاربة قاطبة يلمسون في إخوانهم الذين يدينون بالدين اليهودي كيف أن من يعودون منهم لزيارة المملكة يكنون حبا جما وبلا خلفيات لبلد آواهم ولم يتخل عنهم كما فعلت باقي البلدان العربية حينما طردتهم وشردتهم وصادرت حقوقهم وممتلكاتهم.

آخر الأخبار