قيادي بالجماعة: الديمقراطية والحداثة والوطن نهاية العدل و الإحسان

" حينما يصبح أخ العدل والإحسان يتحدث عن الديمقراطية والحداثة والعقلانية والتطورية والوطن فهذا إعلان عن نهاية المشروع العدلي والاحساني .." هذا جزء من تدوينة عممها أحد قيادات جماعة العدل والإحسان على حائطه الفيسبوكي، ينتقد فيها جنوح عدد من أطر الجماعة نحو تبني خطابات الحداثة والديمقراطية.
ويأتي هذا التطور بعد الكتاب الذي سبق وأن دبجه قيادي آخر بالجماعة، عبر فيه عن امتعاض جزء من أعضاء الجماعة عن تخلي القيادة الحالية عن منهجية مؤسس الجماعة ومرشدها الراحل عبد السلام ياسين فيما يخص التربية الروحية.
الملفت للنظر ان الموقفين المعبر عنهما- من قبل هادين القياديين الذين كانا لهما حضور قوي في تسعينات القرن الماضي حينما كان للذراع الطلابي للجماعة صولة كبيرة بالجامعات المغربية- ينتهيان ان القيادة الحالية للجماعة قد تخلت بالكامل عن إرث مؤسس الجماعة القائم على العدل والإحسان.
التدوينة الأخيرة انتقدت ما اعتبرته "ظاهرة استيراد المفاهيم الحداثية التي أصبحت متفشية في صفوف النخبة العالمة داخل جماعة العدل والإحسان، بدعوى التواصل مع الآخر".
واعتبر القيادي المشار إليه إقصاء المفاهيم المؤسسة الكبرى "لطبيعة النظام الذي تنشده، انت أيها العدلي، وتُعَوضها بمفاهيم مؤسسة لنظام أنت تعلم دوافع نشأته ومآلاته فأنت في الماء ترقم سيدي، وللتضليل تؤسس".
صاحب التدوينة كان واضحا في التعبير عن طبيعة المشروع الذي تنشده الجماعة المنافي تماما لقيم الديمقراطية والحداثة "فلا تخاطب الناس بالديمقراطية وغدا تقول لهم لست متفقا ولازمتَها اللائكية ذاك خرم في المروءة وغدر سياسي، كن واضحا فصيحا دقيقا. لا تحدث الناس بالعقلانية وغدا تقول للناس قال الله ورسوله فالعقلانية هي العقل والعقل وحده (لا للوحي)" .