بلوان: دعوة ألمانيا للمغرب من أجل المشاركة في "برلين 2" تصحيح للماضي وإدراك لدور المملكة في إيجاد حل للملف الليبي

بعد شهور من الأساليب الاستفزازية التي نهجتها برلين تجاه المملكة وتعمقت على إثرها الأزمة بين البلدين، قررت ألمانيا توجيه دعوة رسمية للمغرب، قصد المشاركة في مؤتمر برلين الثاني لمناقشة تطورات الأزمة الليبية، بعد الإقصاء السابق من المؤتمر الأول.
وفي هذا الإطار قال حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية وشؤون الصحراء المغربية، في تصريح للجريدة 24، إن دعوة المغرب للمشاركة في مؤتمر برلين الثاني له محددين أساسيين، الأول هو أن تكون ألمانيا اقتنعت أنه لا يمكن إيجاد حل للملف الليبي في حالة استمرار إقصاء المملكة، باعتبارها هي من واكبت جميع التسويات منذ اتفاق الصخيرات، وبالنسبة للمحدد الثاني فهو أن ألمانيا حاولت أن تصحح مسار العلاقات فيما يتعلق بهذا الملف بالضبط.
وأكد بلوان، أنه من الصعب أن نتحدث الآن عن انتهاء الخلاف الألماني المغربي، بكون أن أسباب بروز الأزمة هي عميقة جدا وأن تخفيض مستوى العلاقات بين البلدين جاء نتيجة مجموعة من التراكمات، أولها ملف الصحراء وثانيا استضافة مجموعة من القيادات والناشطين الداعمين للبوليساريو والمسألة الثالثة هو ملف ليبيا.
وأضاف الخبير في العلاقات الدولية وشؤون الصحراء المغربية، أنه رغم ذلك فإن هذه الخطوة تعتبر مهمة جدا في مسار تسوية الخلافات بين البلدين، مشيرا إلى أن المغرب يعتمد على الدبلوماسية البناءة والخلاقة وسيتعامل مع هذه الدعوة التي وجهتها وزارة الخارجية الألمانية للمملكة، قصد المشاركة في مؤتمر “برلين 2” حول ليبيا الذي ينعقد في 23 يونيو الجاري، بإيجابية من أجل أن تتساوى باقي الملفات الأخرى.
وبخصوص هل ستفرض المملكة شروطها وتقلص الأدوار السياسية والإقتصادية بالخصوص لبرلين في البلاد، أبرز بلوان أن المغرب أصبح له دبلوماسية قوية تعتمد على أسلوب واضح وعدم الانجرار لردود الأفعال والسير بخطى ثابتة نحو تحقيق تسوية عدد من الملفات على رأسها قضية الصحراء، وفيما يتعلق بالموقف المغربي فهو يضغط بكل قوته عندما تكون له مصالح استراتيجية تنفع المملكة بكونه في المجال الاقتصادي يمتلك مجموعة من الأوراق، ومن الناحية الأمنية يمتلكها أيضا، نظرا للدور الذي يلعبه في هذا المجال خاصه أن المخابرات المغربية من أهم المخابرات في المنطقة، وساعدت دول عظمى بما فيها ألمانيا وإسبانيا وأمريكا في حل مجموعة من الملفات الاستباقية، تم مسألة أخرى هو أن المملكة تمتلك ورقة الهجرة نحو الشمال ولا يمكن أن تستمر في لعب دور الدركي للعالم أو للبحر المتوسطي.